حدیث الجمعة – مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول – 4 اكتوبر 2014 – 8 ذو الحجة 1435ھـ
ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷول: اﻋﺘﻘﺎل اﻟﻜﻠﻤﺔ
اﻋﺘﻘﺎل اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﻲ رﻣﺰﻳﺔ اﻋﺘﻘﺎل اﻟﻤﻨﺎﺿﻞ اﻟﺤﻘﻮﻗﻲ ﻧﺒﯿﻞ رﺟﺐ واﻟﻤﻮاطﻨﺔ ﻏﺎدة ﺟﻤﺸﯿﺮ واﻟﺼﺤﻔﻲ أﺣﻤﺪ رﺿﻲ واﻋﺘﻘﺎﻻت ﻋﺪﻳﺪة ﻷﺑﻨﺎﺋﻨﺎ وﺑﻨﺎﺗﻨﺎ ﻻ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ ذﻛﺮھﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎ، وأﺣﺪ أﻣﺮاض اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ واﻧﮭﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﻨﻒ واﻟﺒﻄﺶ واﻟﻘﻮة ﺿﺪ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ، وھﺬا اﻟﻤﺮض ﻳﺄﺧﺬ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺸﺮاء ﻓﺎﻟﻘﻮة ﺗﻐﺮي اﺳﺘﺨﺪام أﺳﺎﻟﯿﺐ ﻗﻮة أﺧﺮى وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺒﻄﺶ واﻟﻌﻨﻒ.
ﻣﺎذا ﺣﻘﻖ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﻌﺪ أرﺑﻊ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ اﻓﺮاطﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﻮة واﻟﺒﻄﺶ؟ ﻗﺪ ﻣﻨﻊ ﻣﻦ ﺗﺠﻤﻊ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ دوار اﻟﻠﺆﻟﺆة وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻤﻨﻌﮭﻢ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻌﺎرﺿﯿﻦ ﻟﻪ وﻻ ﻳﻮاﻓﻘﻮن ﻋﻠﻰ ﺳﯿﺎﺳﺘﻪ، واﻟﯿﻮم وﺑﻔﻀﻞ ﻣﻦ ﷲ ﺻﻮت ھﺆﻻء اﻟﻨﺎس اﻟﻤﻌﺎرﺿﯿﻦ وﺻﻞ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ وظﻼﻣﺘﮭﻢ ﻣﻌﺮوﻓﺔ وﻗﻀﯿﺘﮭﻢ ﻣﻄﺮوﺣﺔ اﻗﻠﯿﻤﯿﺔ ودوﻟﯿﺔ، ﻓﻤﺎذا ﺟﻨﻰ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻘﻤﻊ؟!
اﻟﻄﺮﻳﻖ واﺿﺢ واﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﻨﻈﺎم ﺟﺮﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم 2001 ﻓﻘﺪ ﺟﺮب ﺗﻘﺪﻳﻢ ﻣﺎ ﻟﯿﺲ ﺑﺤﻘﻮق واﻧﻤﺎ اﻓﺮاج ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﻠﯿﻦ واﻷﺻﻞ ﻋﺪم اﻋﺘﻘﺎﻟﮭﻢ، وﺗﻢ اﻟﻐﺎء ﻗﺎﻧﻮن أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ واﻷﺻﻞ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺒﺤﺮﻳﻦ ﻟﮭﺬا اﻟﻘﺎﻧﻮن، ﻓﻘﺪ ﺟﺮب اﻟﻨﻈﺎم ﺷﯿﺌﺎ ﻓﯿﻪ وﻋﻮد ﺑﺎﻟﻌﺪاﻟﺔ – وﻟﯿﺲ اﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻟﺤﻘﯿﻘﯿﺔ- ﻓﺸﺎھﺪﻧﺎ ﻛﯿﻒ رد اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻻﺟﺮاءات واﻟﻮﻋﻮد .. وﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﺎد اﻟﻨﻈﺎم ﻟﺴﯿﺮﺗﻪ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وﻣﺤﻄﺎت اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ.
ﻣﺆﺷﺮ اﻟﻘﻤﻊ ھﻮ ﻣﺆﺷﺮ ﺿﻌﻒ ﻻ ﻗﻮة، ﻓﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻮي ﻻ ﻳﻠﺠﺄ ﻟﻠﻘﻤﻊ ﻓﻼ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﯿﺎ ﻣﻌﺘﻘﻞ ﺑﺘﮭﻤﺔ رأي، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻔﻘﺪ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﻘﻮة اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﮭﺎ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺔ ﻛﻠﻤﺔ وﺗﺠﻤﻊ وﻋﻘﯿﺪة وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺎت ﻋﻨﺪھﺎ ﻳﻔﻘﺪ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻻﻗﻨﺎع وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻠﺠﺄ ﻟﻠﺒﻄﺶ واﻟﻌﻨﻒ وھﺬا دﻟﯿﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺿﻌﯿﻒ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت أﺧﺮى وﺗﻠﺠﺄ ﻟﻠﺒﻄﺶ ﻹﺳﻜﺎت أﺻﻮات اﻟﺤﻖ.
اﻋﺘﻤﺎد اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻤﻊ ﻳﻌﻨﻲ اﻓﺘﻘﺎدھﺎ ﻟﻺﻗﻨﺎع واﻟﺤﺠﺔ، وﺗﺼﺒﺢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺑﻘﺎﺋﻪ ﻓﻘﻂ وﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮة.
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ: اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﻖٌ ﻣﻜﻔﻮل
اﻟﻜﻠﻤﺔ واﻟﺮأي واﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ أي ﺣﺪث أو ﻗﻀﯿﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ ﺣﻖٌ ﻣﻜﻔﻮل أي ﻛﺎﻧﺖ وﺟﮭﺔ اﻟﻨﻈﺮ ﺗﺠﺎه ھﺬا اﻟﺤﺪث، وھﺬا اﻟﺤﻖ ﻳﺸﻤﻞ اﻷﻓﺮاد واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ﻓﻤﻦ ﺣﻘﮭﻢ اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ رأﻳﮭﻢ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى 180 درﺟﺔ ﻓﻤﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﻳﻤﯿﻞ إﻟﻰ اﻟﯿﻤﻦ وﻣﻨﮭﻢ ﻣﻦ ﻳﺨﺘﻠﻒ وﻳﻜﻮن أﻗﺼﻰ اﻟﺸﻤﺎل، وﻳﻌﺒﺮون ﻋﻦ ﻣﻮاﻗﻔﮭﻢ ﺗﺠﺎه ﺗﻠﻚ اﻟﻘﻀﯿﺔ وھﺬه ﻣﻦ ﺑﺪﻳﮭﯿﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺘﻲ اﻗﺮﺗﮭﺎ اﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ واﻟﻌﮭﻮد اﻟﺪوﻟﯿﺔ.
ﺣﺮﻳﺔ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺣﻖٌ إﻧﺴﺎﻧﻲ ﻣﻜﻔﻮل ﻛﻔﻠﺘﻪ اﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ واﻟﻌﮭﻮد اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﯿﺮ ﻋﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ واﻟﻤﻮﻗﻒ ﺳﻠﺒﺎ أو إﻳﺠﺎﺑﺎ ﻣﻦ أي ﺣﺪث أو ﻣﻮﻗﻒ ﺳﯿﺎﺳﻲ، واﻟﻤﻮﻗﻒ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﻳﺪﺧﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻤﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﺆﻳﺪﻳﻦ أن ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻳﺒﺸﺮوا ﺑﮭﺎ، وﻣﻦ ﺣﻖ اﻟﻤﻘﺎطﻌﯿﻦ أو اﻟﻐﯿﺮ ﻣﺆﻳﺪﻳﻦ ﻟﮭﺎ أن ﻳﺪﻋﻮ ﻟﻌﺪم اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وﻳﺒﺸﺮوا ﺑﺬﻟﻚ، وھﻮ ﺣﻖ ﻣﻜﻔﻮل وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺠﺪال ﺣﻮﻟﻪ وﻣﻦ ﻳﺠﺎدل ﺣﻮﻟﻪ ﻓﮭﻮ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﺠﮭﻞ واﻟﺤﻤﺎﻗﺔ واﻟﺘﺨﻠﻒ .. ﻻ ﻳﺠﻮز ﻣﻨﻊ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎب وﻻ ﻳﺠﻮز اﺟﺒﺎر اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﺨﺎب، ﻣﻦ ﺣﻖ ﻣﻦ ﻳﺆﻳﺪ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ أن ﻳﺪﻋﻮ ﻟﮭﺎ وﻳﺤﺜﮭﻢ ﻋﻠﯿﮭﺎ وﻣﻦ ﻳﺆﻳﺪ اﻟﻤﻘﺎطﻌﺔ أن ﻳﺪﻋﻮ ﻟﮭﺎ وﻳﺤﺚ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺴﻠﻤﯿﺔ اﻟﻤﺘﺎﺣﺔ .. اﻟﻤﻤﻨﻮع ھﻮ اﻻﺟﺒﺎر واﻹﻛﺮاه.
وﻋﻠﻰ ھﺬا اﻻﺳﺎس اذا اﺳﺘﻤﺮت اﻷوﺿﺎع ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﻲ ﻋﻠﯿﻪ ﺑﺪون اﺗﻔﺎق ﺳﯿﺎﺳﻲ ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ واﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ إﺻﻼح واﺿﺢ، ﻓﺈﻧﻲ أدﻋﻮ ﻟﻌﺪم اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﺄﻧﺎ ﻟﻦ أﺷﺎرك وأدﻋﻮﻛﻢ ﻟﻌﺪم اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وھﺬا ﺣﻘﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺒﺴﯿﻂ، وﻻ أﻣﻨﻊ أﺣﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ وﻻ أرﻓﻊ ﻋﺼﻰ ﻋﻠﻰ أﺣﺪ اﻟﻤﺸﺎرﻛﯿﻦ.
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ: إن ﺗﻨﺼﺮوا ﷲ ﻳﻨﺼﺮﻛﻢ
ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن واﺟﺒﺎت دﻳﻨﯿﺔ وأواﻣﺮ إﻟﮭﯿﺔ أﺳﺎﺳﮭﺎ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف واﻟﻨﮭﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻜﺮ، وﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺴﻌﻰ دون اﻟﻨﻈﺮ ﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻓﻌﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﺬل ﻛﻞ ﻣﺎ ﺑﻮﺳﻌﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﻌﺪاﻟﺔ، أﻣﺎ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﻨﺼﺮ واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ أو ﻏﯿﺮھﺎ ﻓﮭﻮ ﺑﯿﺪ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺆﺧﺮه أو ﻳﻘﺪﻣﻪ ﻓﮭﻮ اﻟﺤﻜﯿﻢ واﻟﻌﻠﯿﻢ واﻟﺮﺣﯿﻢ.
وﻛﻢ ﻣﻦ ﻧﺎس ﺳﻌﻮا ﻟﻼﻧﺘﺼﺎر اﻟﻤﺎدي وﻛﺎن ﺗﺤﻘﻖ ھﺬا اﻻﻧﺘﺼﺎر اﻟﺴﺮﻳﻊ ھﻮ اﻟﻤﻄﺐ اﻟﺬي ﻳﺨﺴﺮون ﻓﯿﻪ دﻧﯿﺎھﻢ وآﺧﺮﺗﮭﻢ. إذا ﻛﻨﺖ ﻣﻠﺘﺰﻣﺎ ﺑﺈرادة رﺑﻚ آﻣﺮا ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف ﻧﺎھﯿﺎ ﻟﻠﻤﻨﻜﺮ ﺳﺎﻋﯿﺎ ﻟﻠﺨﯿﺮ ﺗﺤﻤﻞ ﻓﻲ ﻗﻠﺒﻚ اﻟﻤﺤﺒﺔ ﻟﻨﻔﺴﻚ وﻟﺨﺼﻤﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺣﻘﯿﻘﺎ ﺳﻮاء ﺗﺤﻘﻖ ﻟﻚ اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻤﺎدي أم ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺑﻌﺪ إﻻ أﻧﻚ اﻧﺘﺼﺮت ﺑﺎﻻﻟﺘﺰام وﺑﺈﺧﻼص اﻟﻨﯿﺔ لله.
إذا ﻛﻨﺖ ﻋﻠﻰ ﺧﻼﻓﺎ ﻣﻊ رﺑﻚ ﻓﺄﻧﺖ ﺧﺎﺳﺮ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ اﻧﺘﺼﺮت ﻣﺎدﻳﺎ .. ﻓﺎﻟﻤﻄﻠﻮب ﻣﻨﺎ ﺷﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮوف وﻧﮭﻲ اﻟﻤﻨﻜﺮ واﻟﺴﻌﻲ ﻹﻗﺎﻣﺔ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﻌﺪل واﻟﺤﻜﻢ اﻟﺮﺷﯿﺪ واﻻﺳﺘﻘﺎﻣﺔ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺨﯿﺮة واﻟﺒﺬل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺳﻊ ﺑﻤﺎ ﺗﺸﻤﻠﻪ ﻣﻦ أﻣﻮر داﺧﻠﯿﺔ وﺧﺎرﺟﯿﺔ وﻣﺎدﻳﺔ وﻧﻔﺴﯿﺔ وھﻮ ﻣﻄﻠﻮب ﻣﻨﻚ ﺛﻢ اﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣﺎ اﻟﻨﺼﺮ إﻻ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﷲ.
ﺑﺤﺴﺎب اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺎدي وھﺬا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻳﺄﻣﻠﻪ اﻟﻨﻈﺎم ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﺤﻤﻠﺘﻪ اﻟﻤﺴﻌﻮرة ﻓﻲ ﻓﺘﺮة اﻷﺣﻜﺎم اﻟﻌﺮﻓﯿﺔ ﻓﻘﺪ ﻛﺎن ﻳﺴﻌﻰ ﻟﮭﺪف ﻣﻌﺮوف وﻣﻮﺟﻮد ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ ﻳﺘﻤﺜﻞ ﺑﺘﻮﺟﯿﻪ ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟﺼﺎﻋﻘﺔ ﺑﺤﯿﺚ ﺗﮭﺘﺰ أرﻛﺎن اﻟﺸﻌﺐ ﻓﯿﺼﺎب ﺑﺼﺪﻣﺔ وﻳﻌﻮد ﻷﺳﻮأ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯿﻪ وﻳﺮﺿﺦ .. إﻻ أن اﻟﻨﻈﺎم رﺟﻊ ﺧﺴﺮان وﺧﺎﺋﺐ ﻟﯿﺲ ﻷﺳﺒﺎب ﻣﺎدﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻣﻦ إﺻﺮار وﺛﺒﺎت ﺷﻌﺐ وإﻧﻤﺎ ﻟﻮﺟﻮد ﻓﯿﺾ ﻣﻦ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻣﺪد إﻟﮭﻲ ﻓﺼﺒﺮ اﻟﺸﻌﺐ ﻟﯿﺲ ﺻﺒﺮ ﻣﺴﺘﻨﺪ ﻟﻸﻣﻮر اﻟﻤﺎدﻳﺔ وإﻧﻤﺎ ﻳﺴﺘﻨﺪ ﻷﻟﻄﺎف إﻟﮭﯿﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻨﻘﻄﻌﺔ.
ﻛﻢ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻟﯿﺘﺤﻘﻖ اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻤﺎدي اﻟﻤﻮﻋﻮد؟
ﻓﻲ اﻵﻳﺎت واﻟﺮواﻳﺎت ھﻮ ﺑﯿﺪ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﮭﻤﺎ ﺑﺪت اﻷﺳﺒﺎب ﺳﻠﺒﺎً أو إﻳﺠﺎﺑﺎً .. أﺣﯿﺎﻧﺎً ﻳﻜﻮن اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻤﺎدي ﻗﺎب ﻗﻮﺳﯿﻦ أو أدﻧﻰ ﻣﻨﻚ وﻟﻜﻦ ﻣﺸﯿﺌﺔ ﷲ ﺗﻘﺪر ﺗﺄﺟﯿﻠﻪ ﻓﯿﺘﺄﺟﻞ اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻤﺎدي وﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻤﯿﻊ اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻤﺎدﻳﺔ ﺗﻘﻒ ﺑﺠﺎﻧﺒﻚ وﻛﻞ ذﻟﻚ ﻟﺤﻜﻤﺔ إﻟﮭﯿﺔ ﻣﻦ أﺟﻠﻚ .. وأﺣﯿﺎﻧﺎً ﺗﻜﻮن اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ ﻓﺠﻤﯿﻊ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﻤﺎدﻳﺔ ﺳﻠﺒﺎ ﺗﻘﻒ ﺿﺪك ﻓﯿﺄﺗﯿﻚ اﻟﻨﺼﺮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﯿﻤﺘﺤﻨﻚ ﺑﺎﻟﻨﺼﺮ ﻛﻤﺎ اﻣﺘﺤﻨﻚ ﻓﻲ اﻟﺸﺪة.
ﻓﺎﻟﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﻮادث اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻟﺤﻮادث اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة ﺗﻘﻮل وﻣﺎ اﻟﻨﺼﺮ إﻻ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﷲ ﻳﻨﺰﻟﻪ ﻣﺘﻰ وﻗﺖ ﻣﺎ ﻳﺸﺎء.
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺮاﺑﻊ: 9 ﻣﻦ ذي اﻟﺤﺠﺔ .. اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻌﺮﻓﺔ
ھﺬا اﻟﻮﻗﺖ ﻻ ﻳﻘﺪر ﺑﺜﻤﻦ أﺑﺪا ﺣﺎﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﺎل ﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر وﻳﺒﺪأ ﻣﻦ طﻠﻮع اﻟﺸﻤﺲ ﺣﺘﻰ زواﻟﮭﺎ، وھﻮ ﻳﻮم ﻳﺴﺘﺤﺐ ﻓﯿﻪ اﻟﺪﻋﺎء واﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻣﻦ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ وﻳﺴﺘﺤﺐ ﻓﯿﻪ اﻟﺼﯿﺎم إذا ﻟﻢ ﻳﺸﻚ أﻧﻪ ﻳﻮم ﻋﯿﺪ.
ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﺗﻜﻮن ﻟﺪﻳﻪ وﻗﻔﺔ ﺟﺮد وﻣﺤﺎﺳﺒﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻣﺜﻞ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ وﻟﯿﻠﺔ اﻟﻘﺪر ﻟﯿﻘﯿﻢ ﻧﻔﺴﻪ وأﻓﻌﺎﻟﻪ وأﻗﻮاﻟﻪ وﻣﺎ ﺗﺘﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﺮﺿﻲ ﷲ وﻳﺘﺨﺬ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ اﻟﻘﺮار ﺑﺄن ﻳﺘﺠﻨﺐ وﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻤﺎ ﻳﺴﺨﻂ وﻳﻐﻀﺐ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻻ ﺗﻨﺴﻮا أﺧﯿﻜﻢ ھﺬا اﻟﻌﺒﺪ اﻟﻤﻘﺼﺮ اﻟﻤﺤﺘﺎج ﻟﺪﻋﺎﺋﻜﻢ ﻣﻦ ﺑﺮﻛﺎت ھﺬا اﻟﯿﻮم .. اﻟﻠﮭﻢ اﻋﺘﻖ رﻗﺎﺑﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﻨﺎر وادﺧﻠﻨﺎ اﻟﺠﻨﺔ واﺷﺮﻛﻨﺎ ﺛﻮاب أﻋﻤﺎل ﺣﺠﺎج ﺑﯿﺘﻚ اﻟﺤﺮام
اﻟﻠﮭﻢ صل ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وآل وﻣﺤﻤﺪ، اﻟﻠﮭﻢ اﻛﺸﻒ ھﺬه اﻟﻐﻤﺔ ﻋﻦ ھﺬه اﻷﻣﺔ، اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻌﻞ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ آﻣﻦ،ارزق أھﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮات واﻟﺨﯿﺮات، أﻟﻒ ﺑﯿﻦ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ واﺟﻤﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﮭﺪى، اﻟﻠﮭﻢ ارﺣﻢ اﻟﺸﮭﺪاء وﺷﺎﻓﻲ اﻟﻤﺮﺿﻰ واﻟﺠﺮﺣﻰ وﻓﺮج ﻋﻦ اﻟﻤﻌﺘﻘﻠﯿﻦ ورد اﻟﻐﺮﺑﺎء واﻟﻤﮭﺠﺮﻳﻦ..
ﻏﻔﺮ ﷲ ﻟﻲ وﻟﻜﻢ، واﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ ﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.
