حدیث الجمعة – مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول – 16 مايو 2014 – 16 رجب 1435ھـ
ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷول : أﺳﺒﺎب ﻓﺸﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺤﻮار
ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺤﻮار ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻨﻈﺎم أن ﻳﻔﻀﻲ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎط ﻓﺈﻟﯿﮭﺎ:
- ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﻣﻤﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺤﻮار أن ﻳﻔﻀﻲ إﻟﻰ أن ﻻ ﺣﺮاك وﺛﻮرة ﺷﻌﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، واﻧﻤﺎ ھﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎت ارھﺎﺑﯿﺔ ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻟﻘﺘﻞ واﻻﻋﺘﻘﺎل واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ واﻟﻔﺼﻞ واﻟﻨﻔﻲ وﺳﺎﺋﺮ ﻣﺎ وﺛﻘﮭﺎ اﻟﺴﯿﺪ ﺑﺴﯿﻮﻧﻲ وﺟﻨﯿﻒ ﻣﻦ اﻧﺘﮭﺎﻛﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن وھﻲ اﺟﺮاءات –ﺣﺴﺐ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮ اﻟﻨﻈﺎم- ﺟﯿﺪة وﺣﺴﻨﺔ وﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ أن ﻳﺼﻔﻖ ﻟﮭﺎ.
- إﻧﻨﺎ ﻧﻌﯿﺶ ﻣﻨﺬ 2002 وﻣﺎ ﺗﻢ ﻓﻲ 2011 ﻣﻦ ﺗﻐﯿﯿﺮات ﺷﻜﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﯿﻐﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻟﻤﻔﺮوﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ 2002 ھﻲ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻮن وأﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗﻐﯿﯿﺮات دﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻟﻤﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻷﺳﺎﺳﯿﺔ، ﻓﺎﻟﺘﻐﯿﯿﺮات اﻟﺸﻜﻠﯿﺔ اﻟﺘﻲ اﺟﺮﻳﺖ واﻟﺘﻲ أﺑﻘﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﻳﺔ واﻟﺘﺸﺮﻳﻌﯿﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ واﻻﻋﻼﻣﯿﺔ واﻷﻣﻨﯿﺔ وﻏﯿﺮھﺎ ﻓﻲ ﻳﺪ ﻣﻠﻚ اﻟﺒﻼد وھﻲ ﺗﻐﯿﯿﺮات ﻛﺎﻓﯿﺔ وﺗﺤﻘﻖ دﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﺣﺪﻳﺜﺔ وﻣﺘﻄﻮرة وﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻹﺻﻼح.
- إن ﻣﺴﻤﻰ اﻹﺻﻼح اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺪرس ﻋﺒﺮ اﻷطﺮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﯿﺔ وﻳﻘﺼﺪ ﺑﻘﻤﺔ اﻷطﺮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﯿﺔ ھﻮ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﻓﻤﺎ ﻳﻘﺮره ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﻣﻦ ﺗﺸﺮﻳﻊ أو ﻏﯿﺮه ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﺜﻠﺜﻲ اﻟﻤﺠﻠﺲ، وﻓﻲ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺠﺎﻟﺲ اﻟﻤﻌﯿﻨﺔ ﺗﺘﺒﻊ ﻣﻦ ﻋﯿﻨﮭﺎ. ﻓﺎﻟﻤﺮاد ﻣﻦ اﻹﺻﻼح اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ ﻳﺠﺐ ان ﻳﺪرس ﻋﺒﺮ اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻨﺰوﻋﺔ اﻟﺼﻼﺣﯿﺔ ﺑﺤﯿﺚ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﺤﻜﻢ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ اﻷﻟﻒ ﺣﺘﻰ اﻟﯿﺎء.
- علينا أن ﻧﺴﻤﻲ ﺗﮭﻤﯿﺶ اﻟﺸﻌﺐ –اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ اﻵن- ﻣﻦ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ.
- ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﺴﻤﻲ اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ﺑﺎﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ (اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﯿﺔ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮﻳﻦ) وأن اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺤﺴﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ھﺬه اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﻛﻔﺮﻧﺴﺎ وﺑﺮﻳﻄﺎﻧﯿﺎ وأﻟﻤﺎﻧﯿﺎ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ دول اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ، وﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ أن ﻳﻘﺘﺪي ﺑﮭﺬه اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻟﺘﻲ ﻳﻌﯿﻦ ﻓﯿﮭﺎ رﺋﯿﺲ وزراﺋﮭﺎ ﻣﺪة43 ﺳﻨﺔ.
- ﻛﻤﺎ ﺗﺸﻤﻞ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺤﻮار اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﻓﻲ اﻟﺪواﺋﺮ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﯿﺔ ھﻮ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﺒﺤﺮﻳﻦ،ﻓﺎﻟﻤﺴﺎواة ﺑﯿﻦ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ ﺑﺪﻋﺔ ﻣﺎ أﻧﺰل ﷲ ﺑﮭﺎ ﻣﻦ ﺳﻠﻄﺎن، واﻟﻤﺴﺎواة ﺑﯿﻦ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت ﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ.
- ان اﻻﺷﺮاف ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺟﮭﺔ وﺣﯿﺪة ﻓﻘﻂ وھﻲ اﻟﺠﮭﺔ اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻓﻘﻂ ﺳﻮاء اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ أو اﻟﻌﺪل، وأن ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر اﻟﻀﻼﻟﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﺤﺎﻳﺪة ﻟﻺﺷﺮاف ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻓﮭﻲ ﺑﺎطﻠﺔ وﺗﻌﺪ طﺮﻳﻘﺔ ﺟﺎھﻠﯿﺔ وﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ وﻻ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ دﻳﻤﻘﺮاطﯿﺘﻨﺎ اﻟﻌﺮﻳﻘﺔ.
- ان ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى واﻟﺬي ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻹرادة اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﯿﺪ، ﻳﺠﺐ أن ﻳﻠﻌﺐ اﻟﺪور اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ اﻟﺮﺋﯿﺴﻲ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻵن، ﺑﺤﯿﺚ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﺎﻟﺘﺸﺮﻳﻊ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان ﺻﻤﺎم أﻣﺎن ﻟﻤﻦ ﻋﯿﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى وﺗﺤﺖ ﻋﻨﺎوﻳﻦ ﻣﻔﺮﻏﺔ ﻣﺜﻞ ﺣﻔﻆ اﻟﺘﻮازن أو ﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ، وﻳﺠﺐ أن ﻳﺒﻘﻰ ﺗﺤﻜﻢ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى ﻓﻲ اﻟﻤﻔﺮز اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ ﺗﺤﻜﻢ ﻛﺎﻣﻼ .. ھﺬه ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺴﻠﺐ ﻓﯿﮭﺎ ارادة اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ ﺗﺤﺖ إرادة ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺸﻮرى
- إن رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء ووزراء اﻟﺴﯿﺎدة – اﻟﺪﻓﺎع واﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ واﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ- وﺗﻮﺿﻊ ﺑﻌﺪ وزراء اﻟﺴﯿﺎدة وزارة اﻟﻤﺎﻟﯿﺔ وھﻲ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﺼﺎت اﻟﻤﻠﻚ وﻻ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺨﻀﻊ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ أو ﺑﻌﯿﺪ ﻟﻠﺘﺼﻮﻳﺖ أو ﻣﺴﺎﺋﻼت ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ.
- إن ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﻌﯿﯿﻦ ﻻ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺛﻘﺔ اﻟﻤﺠﻠﺲ اﻟﻤﻨﺘﺨﺐ –وھﻮ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ ﻟﺼﯿﻎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ- ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ أن ﺗﻜﻮن ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎب اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ، وأن اﻗﺼﻰ ھﺬه اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ أن ﻳﺼﻮت ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﻓﻲ اﻟﺘﻐﯿﯿﺮات اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم2011 م.
اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ: إن ﺗﻤﺴﻚ ﺑﻌﺾ أطﺮاف اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻤﺘﺸﺪدة ﺑﮭﺬه اﻟﻤﻘﺎﻳﯿﺲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮده إﻟﻰ ﻋﻘﻢ اﻟﺤﻮارات أو ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﺎﻟﺤﻮار ﺣﺘﻰ ھﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ، وﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار ھﺬه اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ واﻻﺑﺘﻌﺎد ﻋﻦ ﻋﻘﻠﯿﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ھﺬا اﻟﻮطﻦ واﻟﺸﻌﺐ ﺳﯿﺴﺘﻤﺮ ﻣﺴﻤﻰ اﻟﺤﻮار ﻣﻦ ﻋﺪم اﻻﻧﺘﺎج.
إن اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻮطﻨﯿﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ وﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ اﻳﻤﺎﻧﮭﺎ ﺑﻌﺪاﻟﺔ ﻣﻄﺎﻟﺒﮭﺎ وﻣﻄﺎﻟﺐ ﺷﻌﺒﮭﺎ وﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ واﺟﺒﮭﺎ اﻟﻮطﻨﻲ واﻻﻧﺴﺎﻧﻲ وﻗﺒﻞ ذﻟﻚ وﻣﻦ اﻧﺘﻤﺎﺋﮭﺎ اﻟﺪﻳﻨﻲ واﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻦ ﺗﺮﺿﺦ ﻟﮭﺬه اﻟﻌﻘﻠﯿﺔ وﻻ ھﺬا اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ واﻟﻤﻘﺎﻳﯿﺲ اﻟﻐﯿﺮ ﺳﻮﻳﺔ وﺳﺘﺒﻘﻰ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺤﻘﻮق ﺷﻌﺒﮭﺎ وﻛﻮن اﻟﺸﻌﺐ ﻣﺼﺪر اﻟﺴﻠﻄﺎت ﺟﻤﯿﻌﺎ، وﺑﺤﻖ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﻲ وﺑﺤﻠﻤﻪ ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻤﺴﺎواة ﻟﻢ ﺗﺘﻨﺎزل اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻦ أﺣﻼم اﻟﺒﺤﺮﻳﻨﯿﯿﻦ اﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﻮھﺎ ﺟﯿﻼ ﺑﻌﺪ ﺟﯿﻞ ﻣﮭﻤﺎ ﻛﻠﻒ اﻷﻣﺮ.
واﻟﺨﺘﺎم .. اﻟﺘﻌﻮﻳﻞ ﻋﻠﻰ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺛﻢ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﺎت ﺷﻌﺒﻨﺎ ووﻋﯿﻪ واﺳﺘﻤﺮاره ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻪ وﺣﻘﻮﻗﻪ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﺨﺎب ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ وﺳﻠﻄﺔ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﯿﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻋﺒﺮ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺣﺮة ﻧﺰﻳﮭﺔ ﺗﻤﺜﻞ اﻹرادة اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ، ورﻓﺾ اﻟﺘﻄﺒﯿﻊ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻊ اﻟﻘﺎﺋﻢ ﺑﺎﻹﻛﺮاه وﻣﻘﺎوﻣﺘﻪ ﻣﻘﺎوﻣﺔ داﺋﻤﺔ وﺗﺼﻌﯿﺪ ھﺬه اﻟﻤﻘﺎوﻣﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺳﻠﻤﯿﺔ ﻳﻮﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻳﻮم. ﻧﺤﻦ ﻣﻊ اﻟﺤﻮار واﻟﺤﻮار اﻟﺠﺎد واﻟﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ھﺬا اﻟﻮطﻦ وﻣﻌﺎﻳﯿﺮ اﻧﺴﺎﻧﯿﺔ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﺒﻮل ﺗﺤﺖ أي ظﺮف ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف ﺑﺎﻟﺘﻤﯿﯿﺰ وﺗﮭﻤﯿﺶ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ ﺗﺤﺖ أي ﻋﻨﻮان أو ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ، ﻓﻨﺤﻦ ﻛﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻟﻦ ﻧﺼﺎدق ﻋﻠﻰ أي واﻗﻊ واﻧﻪ ﻳﻤﺜﻠﻨﺎ وﻳﻤﻠﻚ ﺷﺮﻋﯿﺔ ﺷﻌﺒﯿﺔ.
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ : ازدواج اﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ ﻟﺪى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ أن ﻳﺤﺘﺮم ﻋﻘﻞ اﻹﻧﺴﺎن وان ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻣﻌﯿﺎر واﺣﺪ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﻮر اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﮭﺔ، ﻓﻼ ﻳﺠﻮز أن ﺗﻜﻮن ﺣﺮﻛﺔ ﺷﻌﺐ ﻣﺎ وﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ ﻣﻘﺒﻮل وﺷﻌﺐ آﺧﺮ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ وﻣﺤﺎرﺑﺔ. ﻓﺈذا ﺗﺤﺮﻛﺖ ﺷﻌﻮب ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ وﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن واﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺘﻄﺒﯿﻖ ﻣﻘﻮﻟﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﻣﺼﺪر اﻟﺴﻠﻄﺎت، ﻓﯿﺠﺐ أن ﻳﻜﻮن ﻛﻼم اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ وﺗﻌﺒﯿﺮه وﻣﻮﻗﻔﻪ واﺣﺪ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺸﻌﻮب. ﻓﻼ ﻳﺠﻮز دﻋﻢ ﺷﻌﺐ ﻷن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺮك ﺿﺪ ﺷﻌﺒﻪ ﻻ ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ھﻮاء اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﻮﻗﻮف ﻓﻲ وﺟﻪ ﺷﻌﺐ آﺧﺮ ﻻن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺮك ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻗﺒﺎﻟﻪ ھﻮ ﻧﻈﺎم ﺣﻠﯿﻒ. ﻟﺘﻜﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ واﺣﺪة ﻟﻨﺼﺮة اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺘﻄﻠﻌﺔ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ.
ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ اﻟﺬي ﻳﻘﻮل ﻟﮭﺬا اﻟﻨﻈﺎم أﻧﻪ ﻏﯿﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻠﯿﻪ أن ﻳﺮﺣﻞ، ﻋﻠﯿﻪ أن ﻳﻘﻮل ﻟﻸﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺎرس ﻧﻔﺲ ﻣﺎ ﻳﻤﺎرﺳﻪ ھﺬا اﻟﻨﻈﺎم أو ذاك أﻧﮭﺎ ﻏﯿﺮ ﺷﺮﻋﯿﺔ وﻳﺠﺐ أن ﺗﺮﺣﻞ ﺑﻐﺾ اﻟﻨﻈﺮ ﻛﻮن ھﺬا اﻟﻨﻈﺎم ﺣﻠﯿﻒ أو ﻏﯿﺮ ﺣﻠﯿﻒ.
وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ اذا ﺣﻜﻢ ﻋﻠﻰ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺟﺮت او ﺳﺘﺠﺮي أﻧﮭﺎ ﻣﮭﺰﻟﺔ وﻻﻧﻌﺘﺮف ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻣﺎ، ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ أن ﻳﻘﻮل ﻟﻨﻔﺲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﺟﺮت أو ﺳﺘﺠﺮي ﻓﻲ ﺑﻠﺪان ﻟﮭﺎ ﻧﻔﺲ اﻟﻈﺮوف أﻧﮭﺎ ﻣﮭﺰﻟﺔ وﻻ ﻧﻌﺘﺮف ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﮭﺎ.
ﻓﮭﻞ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻧﻌﺘﻤﺪ ﻣﻘﯿﺎس واﺣﺪ ﻳﻘﻮل أن ﻛﻞ اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻻ ﺗﻤﺜﻞ اﻹرادة اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ وﻏﯿﺮ ﻧﺰﻳﮭﺔ ﻓﮭﻲ ﻣﮭﺰﻟﺔ وﻏﯿﺮ ﻣﻘﺒﻮﻟﺔ وﻻ ﻧﻌﺘﺮف ﺑﻨﺘﺎﺋﺠﮭﺎ .. أم أﻧﮭﺎ ﻣﮭﺰﻟﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ وﻣﻘﺒﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ.
إن اﻟﺸﻌﻮب ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻣﻦ اﻟﻮﻋﻲ واﻹدراك وﺗﺘﺎﺑﻊ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ وﺗﺘﻜﺸﻒ ازدواﺟﯿﺔ اﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺎب واﻟﻤﻮاﻗﻒ، وھﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺴﯿﺎﺳﺔ ﻳﻀﺮر ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺒﻨﺎھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﻤﺘﻮﺳﻂ واﻟﺒﻌﯿﺪ ورﺑﻤﺎ أﻳﻀﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى اﻟﻘﺮﻳﺐ.
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ : ﺿﺮورة اﻷﺧﻼق ﻓﻲ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ
ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻤﺪوح ﺑﺬاﺗﻪ ﻓﻌﻠﻰ اﻹﻧﺴﺎن أن ﻳﺘﻤﺴﻚ ﺑﺤﺴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎن ﺣﺎﻛﻢ أو ﻣﻌﺎرﺿﺔ، ﻓﮭﻨﺎك أﻣﻮر ﻳﺠﺐ أن ﻻ ﺗﻨﻔﻚ ﻋﻦ اﻹﻧﺴﺎن أي ﻟﺤﻈﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﺤﻈﺎت ﻣﺜﻞ ﺗﻤﺴﻚ اﻹﻧﺴﺎن ﺑﻌﺰﺗﻪ .. ﻓﺎﻹﻧﺴﺎن ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﺿﻌﯿﻒ ﻣﺎدﻳﺎ وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻋﺰﺗﻪ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﺗﻌﺮض ﻟﻠﺴﺠﻦ أو اﻟﺘﻌﺬﻳﺐ.
اﻟﻌﻤﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ أو اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺠﺎوزه وﻟﻮ ﺑﺎﻟﺤﺪ اﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻛﺴﺐ ﻧﻘﻄﺔ ھﻨﺎ او ھﻨﺎك، وﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺠﺪ ﻓﻲ ﺳﯿﺮة ﻗﺪوﺗﻨﺎ ﻣﻦ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- وأھﻞ ﺑﯿﺘﻪ ھﺬا اﻷﻣﺮ، ﻓﺎﻟﻌﻤﻞ اﻷﺧﻼﻗﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻼزم ﻓﻲ أي ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺮاﺣﻞ اﻹﻧﺴﺎن، وﻷھﻤﯿﺔ ھﺬا اﻟﻤﻮﺿﻮع ﻧﺠﺪ وﺻﻒ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﺨﺎﺗﻢ اﻷﻧﺒﯿﺎء واﻟﺮﺳﻞ ﺑﻘﻮﻟﻪ (وإﻧﻚ ﻟﻌﻠﻰ ﺧﻠﻖٍ ﻋﻈﯿﻢ) .. ﻓﻔﻲ ﺟﻤﯿﻊ أوﻗﺎت ﺳﯿﺮة اﻟﻨﺒﻲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ ﻋﻈﯿﻢ.
وﻧﺤﻦ ﻋﻠﻰ أﻋﺘﺎب اﻟﺸﮭﺮ اﻟﻔﻀﯿﻞ ﺷﮭﺮ رﻣﻀﺎن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﺳﻨﻘﺮأ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﺸﮭﺮ اﻟﻔﻀﯿﻞ وﻧﺠﺪ أﻓﻀﻞ ﻋﻤﻞ ﺑﮭﺬا اﻟﺸﮭﺮ اﻟﻮرع ﻋﻦ ﻣﺤﺎرم ﷲ وﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ .. ﻓﺮﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻊ اﻷﺻﺪﻗﺎء واﻷﻋﺪاء وھﻨﺎك أﻟﻒ ﻣﻮﻗﻒ ﻳﺪﻟﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻊ ﻣﻦ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻨﻪ.
ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺻﻔﯿﻦ وﺟﺪﻧﺎ ﻛﯿﻒ ﺳﻄﺮ أﻣﯿﺮ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ اﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﺑﻦ أﺑﻲ طﺎﻟﺐ –ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم- ﻣﻌﻨﻰ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻊ أﻋﺪاﺋﻪ، ﻛﺬﻟﻚ اﻹﻣﺎم اﻟﺤﺴﯿﻦ –ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم- ﻓﻲ واﻗﻌﺔ ﻛﺮﺑﻼء وﻛﯿﻒ ﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ أﻋﺪاﺋﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻘﺒﻞ ﺟﯿﺶ اﻟﺤﺮ وأﻣﺮ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﺑﺘﺮﺷﯿﻒ ﺧﯿﻞ اﻷﻋﺪاء، ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ أﺧﻼق اﻹﻣﺎم اﻟﺤﺴﯿﻦ –ﻋﻠﯿﻪ اﻟﺴﻼم- ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﻜﻰ ﻋﻠﻰ أﻋﺪاﺋﻪ.
ﻓﻤﻦ اﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﯿﻨﺎ أﻳﮭﺎ اﻷﺣﺒﺔ وﻧﺤﻦ ﻧﻨﺎﺿﻞ ﻓﻲ ﺳﺒﯿﻞ ﻗﻀﯿﺔ ﻋﺎدﻟﺔ أن ﺗﻮﺳﻞ ﺑﺤﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻊ أھﻠﻨﺎ ﻣﻦ أﻣﮭﺎﺗﻨﺎ وآﺑﺎﺋﻨﺎ وﺑﻘﯿﺔ أﺳﺮﺗﻨﺎ ﻓﺎﻟﺠﮭﺎد واﻟﻨﻀﺎل ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﺮاﻋﺎة ھﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﻨﻘﺺ، وﻣﻊ ﺟﯿﺮاﻧﻨﺎ وأھﻞ ﻗﺮﻳﺘﻨﺎ وﻧﺤﺎﺳﺐ ﻟﮭﻢ وﻧﺄﺧﺬ ﺑﺮأﻳﮭﻢ وﻧﺘﺤﺎور ﻣﻌﮭﻢ وﻧﺘﻔﮭﻢ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮھﻢ وﻻ ﻧﻜﻮن ﺣﺎدﻳﻦ ﻣﻌﮭﻢ وﻳﺠﺐ أن ﻳﺮوا ﻣﻌﻨﺎ اﻷﺧﻼق ﻷﻧﮭﻢ ﺣﺎﺿﻨﯿﻦ اﻟﺜﻮرة واﻟﺤﺮﻛﺔ وﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻮﺳﻞ إﻟﯿﻪ ﺑﺎﻹﻗﻨﺎع وﺷﺮح وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮﻧﺎ .. اﺣﺘﺮام رﻓﺎﻗﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻀﺎل واﺣﺘﺮام ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻟﺒﻌﺾ واﺳﺘﯿﻌﺎب ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻟﺒﻌﺾ وﺣﻤﻞ اﻷﻋﺬار ﻣﺎ أﻣﻜﻦ واﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻧﺠﺎح ﺑﺮاﻣﺞ ﺑﻌﻀﮭﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ اﻟﺜﻮري اﻟﻨﻀﺎﻟﻲ اﻟﺴﻠﻤﻲ وأُأﻛﺪ ﻋﻠﻰ اﻹطﺎر اﻟﺴﻠﻤﻲ، ﻧﺤﻦ ﻣﻊ ﺗﻜﺎﻣﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺴﻠﻤﻲ وﻧﺤﺘﺮم ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻘﻮى اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻹطﺎر اﻟﺴﻠﻤﻲ.
وﻣﻦ ﺟﻤﻠﺔ اﻷﺧﻼق اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﻠﺒﮭﺎ ﻋﻤﻠﻨﺎ .. اﻟﺪﻋﺎء اﻟﺨﺎﻟﺺ ﻣﻦ اﻟﻘﻠﺐ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻳﻨﺎﺿﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺨﯿﺮ وان اﺧﺘﻠﻒ ﻣﻌﻚ ﻓﻲ ﺟﺰﺋﯿﺔ ھﻨﺎ أو ھﻨﺎك ﻓﻲ ﺳﻘﻒ أو أﺳﻠﻮب، ﻓﺎﻟﺪﻋﺎء اﻟﺼﺎدق ﺑﻈﮭﺮ ﻏﯿﺐ ﻟﻠﻤﺆﻣﻨﯿﻦ اﻟﻤﻨﺎﺿﻠﯿﻦ ھﻮ واﺟﺐٌ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ واﺣﺪ ﻣﻨﺎ.
ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺠﺎوز ﻋﻤﺎ ﻧﻌﺘﻘﺪ اﻧﻪ اﺳﺎءة ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺿﻞ ﻟﻚ ﻓﻌﻨﺪﻣﺎ ﺗﻤﺘﻠﻚ ﺣﺴﻦ اﻟﺨﻠﻖ وﺷﻌﺮت ﺑﺈﺳﺎءة ھﻨﺎ أو ھﻨﺎك ﻓﮭﻞ ﺗﺮد اﻹﺳﺎءة ﺑﻤﺜﻠﮭﺎ؟ ﻓﻠﯿﺲ ﻣﺜﻞ ﻟﮭﺆﻻء أن ﺗﺪﻋﻮ ﻟﮭﻢ وﺗﺘﺠﺎوز ﻋﻤﺎ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻠﺒﯿﺔ أو ﻧﻘﺺ ﻓﻲ اﺳﻠﻮب أو ﻣﻮﻗﻒ.
إن ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ وﻋﻘﻮﻟﻨﺎ .. وﻗﺪ ﻳﻜﻮن أﺳﺒﺎب ﺗﺄﺧﯿﺮ أو ﺗﺄﺟﯿﻞ ﻋﻨﻮان اﻟﻨﺼﺮ اﻟﻤﺎدي ھﻮ ﺗﻜﺎﻣﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي إﻟﻰ ﻧﺼﺮ ﻧﺎﺟﺢ، ﻧﺼﺮٌ ﻳﺆدي إﻟﻰ أن ﻻ ﻳﺆﻛﻞ ﺑﻌﻀﻪ ﺑﻌﺾ وأن ﻻ ﻳﻔﻌﻞ إﻻ اﻟﺨﯿﺮ.
إن اﻟﻌﻤﻞ النابع لله ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﻳﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻷﺧﻼق اﻟﻌﺎﻟﯿﺔ وﻳﺒﺘﻌﺪ ﻋﻦ اﻟﻐﻠﻈﺔ واﻟﺸﺪة ﻣﻊ اﻟﺬات واﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ وإن ﻗﯿﻞ ﻓﯿﮭﻢ أﺷﺪاء ﻋﻠﻰ اﻟﻜﻔﺎر رﺣﻤﺎء ﺑﯿﻨﮭﻢ.
وأود أن أﺷﯿﺮ إﻟﻰ أن ﻣﺼﺪر وﺳﺒﺐ ھﺬا اﻟﻜﻼم ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻟﻲ اﻷخ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻋﻠﻲ اﻟﺠﺒﻞ ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮﻋﯿﻦ ﺣﻮل ﻣﻮﺿﻮع اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ وﻗﺪ ﺗﺤﺪﺛﺖ ﻋﻦ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ اﻷﺳﺒﻮع اﻟﻤﺎﺿﻲ، وﻣﺎ ﻳﻌﺎﻧﯿﻪ ﺑﻌﺾ اﻷھﺎﻟﻲ ﻣﻦ ﻏﻠﻈﺔ وﺷﺪة ﺗﻌﺎﻣﻞ أﺑﻨﺎﺋﮭﻢ ﻣﻌﮭﻢ ﻓﻜﺘﺒﺖ ﺑﻌﺾ ھﺬه اﻟﻜﻠﻤﺎت ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ.
اﻟﻠﮭﻢ ﻓﺮج ﻋﻦ ﻣﻌﺘﻘﻠﯿﻨﺎ .. ﺷﺎﻓﻲ ﺟﺮﺣﺎﻧﺎ .. أرﺣﻢ ﺷﮭﺪاﺋﻨﺎ .. اﻋﺪ ﻣﻐﯿﺒﯿﻨﺎ .. اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻌﻞ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ آﻣﻦ وارزق أھﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮات وأﻟﻒ ﺑﯿﻦ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ واﺟﻤﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﮭﺪى،
ﻏﻔﺮ ﷲ ﻟﻲ وﻟﻜﻢ، واﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ ﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.