حدیث الجمعة – مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول – 4 يوليو 2014 – 6 رمضان 1435ھـ
ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷول : ﺧﻄﺒﺔ رﺳﻮل ﷲ – ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع
ﻓﻲ اﻟﺴﻨﺔ اﻟﻌﺎﺷﺮة اﻟﺘﻲ اﻛﺘﻤﻞ ﻓﯿﮭﺎ ﻧﺼﺮ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮك ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب، ووﺿﻊ اﻹﺳﻼم واﻟﺪﻋﻮة اﻟﺠﺪﻳﺪة أطﻨﺎﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ أﺟﺰاء اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﺑﻌﺪ 23 ﻋﺎم. إﺳﻼم رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﻛﺎن ﻓﻲ أوﺟﻪ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ اﻟﻤﻜﺮﻣﺔ أو ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ اﻟﻤﻨﻮرة وﻣﺎ ﻟﺤﻘﮭﺎ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻣﻜﺔ واﻟﺤﺮوب اﻷﺧﺮى واﻟﺘﻤﺪد ﻓﻲ ﺑﻘﯿﺔ أﺟﺰاء ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب .. ﻓﻔﻲ ھﺬا اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻳﺘﻤﺜﻞ اﻟﻘﻮة واﻹﻧﺘﺼﺎر ﻟﺪى رﺳﻮل ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- وﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﺎم ﻋﺰم ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺞ وﺣﺚ أﺻﺤﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ، ﻓﺤﺸﺪ ﺑﮭﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ إﻟﻰ أﻛﺒﺮ ﺗﺠﻤﻊ ﻋﺮﻓﺘﻪ اﻟﺠﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، وﺗﺘﺤﺪث اﻟﺮواﻳﺎت ﻋﻦ ﻣﺌﺔ أﻟﻒ أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﺣﺘﺸﺪ ﻟﺤﺠﺔ اﻟﻮداع وﻓﻲ ﻣﺜﻞ ھﺬا اﻟﻤﺸﮭﺪ اﺧﺘﺎر رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﻋﺼﺮ ﻋﺮﻓﺔ وﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺟﺒﻞ اﻟﺮﺣﻤﺔ أﻟﻘﻰ ھﺬه اﻟﺨﻄﺒﺔ واﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻣﻦ أﺷﮭﺮ ﺧﻄﺐ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ-.
ﺑﻌﺾ اﻟﺮواﻳﺎت ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ أن ھﺬه اﻟﺨﻄﺒﺔ أﺗﺖ ﺑﻌﺪ ﻧﺰول آﻳﺔ (اﻟﯿﻮم أﻛﻤﻠﺖ ﻟﻜﻢ دﻳﻨﻜﻢ ..) وﺗﻮاﻓﻖ ﻣﻊ ﺣﺎدﺛﺔ اﻟﻐﺪﻳﺮ واﻟﺘﻲ ﺟﺎءت ﺑﻌﺪ أﻳﺎم ﻗﻼﺋﻞ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻔﺮق اﻟﺤﺠﺎج .. ﺑﺪأ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﺧﻄﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮل : اﻟﺤﻤﺪلله ﻧﺤﻤﺪه وﻧﺴﺘﻌﯿﻨﻪ وﻧﺴﺘﻐﻔﺮه وﻧﺘﻮب إﻟﯿﻪ وﻧﻌﻮذ ﺑﺎلله ﻣﻦ ﺷﺮور أﻧﻔﺴﻨﺎ وﺳﯿﺌﺎت أﻋﻤﺎﻟﻨﺎ وﻣﻦ ﻳﮭﺪه ﷲ ﻓﻼ ﻣﻈﻞ ﻟﻪ وﻣﻦ ﻳﻈﻠﻞ ﻓﻼ ھﺎدي ﻟﻪ، وأﺷﮭﺪ أن ﻻ إﻟﻪ إﻻ ﷲ وﺣﺪه ﻻ ﺷﺮﻳﻚ ﻟﻪ وأﺷﮭﺪ أن ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﻪ. ھﺬا اﻻﺳﺘﮭﻼل ﻻﺑﺪ ﻣﻨﻪ وﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﻘﻄﻊ ﻳﻨﺘﮭﻲ إﻟﻰ اﻟﻤﻌﺮﻛﺔ اﻟﺮﺋﯿﺴﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺧﺎﺿﮭﺎ رﺳﻮل ﷲ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺣﯿﺪ وأن ﻣﺤﻤﺪ اﺑﻦ ﻋﺒﺪﷲ ھﻮ ﻋﺒﺪه ورﺳﻮﻟﻪ.
ﺛﻢ ﻳﻜﻤﻞ (أﻳﱡﮭﺎ اﻟﻨﱠﺎسُ، اﺳﻤﻌﻮا ﻗﻮﻟﻲ، ﻓﺈﻧِّﻲ ﻻ أدري ﻟﻌﻠِّﻲ ﻻ أﻟﻘﺎﻛﻢ ﺑﻌﺪَ ﻋﺎﻣﻲ ھﺬا، ﺑِﮭﺬا اﻟﻤﻮﻗِﻒِ أﺑﺪًا. أﻳﱡﮭﺎ اﻟﻨﱠﺎسُ، إنﱠ دﻣﺎءَﻛﻢ وأﻋﺮاﺿﻜﻢ وأﻣﻮاﻟﻜﻢ ﻋﻠﯿْﻜُﻢ ﺣﺮامٌ، إﻟﻰ أن ﺗﻠﻘَﻮا رﺑﱠﻜﻢ ﻛﺤُﺮﻣﺔِ ﻳﻮﻣِﻜﻢ ھﺬا، وَﻛﺤُﺮﻣﺔِ ﺷَ ﮭﺮِﻛﻢ ھﺬا، وﻓﻲ ﺑﻠﺪﻛﻢ ھﺬا، أﻻ ھﻞ ﺑﻠﻐﺖ؟ اﻟﻠﮭﻢ ﻓﺄﺷﮭﺪ.. ). وھﺬا اﻻﺳﺘﮭﻼل ﻓﻲ اﻟﺨﻄﺒﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺤﺮﻳﻔﻪ أو ﺗﺒﺪﻳﻠﻪ ﻓﮭﻮ ﻗﺎﺋﻢ إﻟﻰ أن ﺗﻠﻘﻮا رﺑﻜﻢ ﻓﺪﻣﺎءﻛﻢ وأﻋﺮاﺿﻜﻢ وأﻣﻮاﻟﻜﻢ ﺣﺮام ﻋﻠﯿﻜﻢ وﻛﻞ دم وﻋﺮض ﺗﺘﻌﺪون ﻋﻠﯿﻪ ﻣﻦ اﻵن اﻟﻰ ﻳﻮم اﻟﻘﯿﺎﻣﺔ ﻓﮭﻮ ﺣﺮام ﻋﻠﯿﻜﻢ، وﻣﻦ ھﻢ ﻓﻲ أﺻﺎﻟﺐ وﻧﺴﻞ ﻣﻦ اﺳﺘﻤﻊ ﻟﺨﻄﺒﺔ اﻟﻮداع .. وﻗﺪ ﺟﺎء اﻟﺮد إﻧﺎ ﻧﺸﮭﺪ إﻧﻚ ﻗﺪ ﺑﻠﻐﺖ.
وھﻮ أﺣﺪ أھﻢ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت ﻟﺮﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- زﻣﻨﺎً ﻣﻜﺎﻧﺎً وﻣﻀﻤﻮﻧﺎً ﻓﻲ أﻛﺒﺮ ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺟﺰﻳﺮة اﻟﻌﺮب ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق وھﺬه اﻟﻌﺒﺎرات دﻣﺎءﻛﻢ وأﻋﺮاﺿﻜﻢ ﺣﺮامٌ ﻋﻠﯿﻜﻢ إﻟﻰ أن ﺗﻠﻘﻮا رﺑﻜﻢ ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮم ﻋﺮﻓﺔ وﺷﮭﺮ ذو اﻟﺤﺠﺔ وﻓﻲ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ اﻟﺤﺮام.
ﺛﻢ ﻳﺴﺘﻜﻤﻞ اﻟﻤﺸﮭﺪ (وإنﱠ رﺑﺎ اﻟﻌﺒﱠﺎسِ ﺑﻦِ ﻋﺒﺪِ اﻟﻤﻄﱠﻠﺐِ ﻣﻮﺿﻮعٌ ﻛﻠﱡﻪُ، وإنﱠ ﻛﻞﱠ دمٍ ﻛﺎنَ ﻓﻲ اﻟﺠﺎھﻠﯿﱠﺔِ ﻣﻮﺿﻮعٌ، وإنﱠ أوﱠلَ دﻣﺎﺋﻜﻢ أﺿﻊُ دمَ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ رﺑﯿﻌﺔَ ﺑﻦِ اﻟﺤﺎرثِ ﺑﻦِ ﻋﺒﺪِ اﻟﻤﻄﱠﻠﺐ- وَﻛﺎنَ ﻣﺴﺘَﺮﺿَﻌًﺎ ﻓﻲ ﺑﻨﻲ ﻟﯿﺚٍ، ﻓﻘﺘﻠﺘْﻪُ ھُﺬﻳﻞٍ- ﻓَﮭﻮَ أوﱠلُ ﻣﺎ أﺑﺪأُ ﺑِﻪِ ﻣﻦ دﻣﺎءِ اﻟﺠﺎھﻠﯿﱠﺔِ) .. وھﻮ ﻳﻀﻊ ﻛﻞ دﻣﺎء اﻟﻤﺴﻔﻮﻛﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ﻓﻼ ﻳﺮﻳﺪ ﺳﻔﻚ دمٍ ﺑﺄﺳﺲ ﺟﺎھﻠﯿﺔ .. ﻓﺄﻳﮭﺎ اﻷﺣﺒﺔ ﻣﺎذا ﺳﯿﻜﻮن وﺿﻊ اﻟﻨﺎس اﻵن ﻟﻮ اﻟﺘﺰﻣﺖ ﺑﮭﺬا اﻟﻌﺒﺎرة ؟! .. ﻟﻮ أطﻌﻨﺎك ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- وﺳﻤﻌﻨﺎ ﻟﻚ ﻟﻌﺼﻤﻨﺎ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻣﻦ اﻟﺤﺮوب واﻟﺪﻣﺎر وﺳﯿﻮل ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎء ﻣﻸت أراﺿﯿﻨﺎ ﻣﻨﺬ وﻓﺎﺗﻚ وﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺣﺘﻰ اﻵن، وھﺬا اﻟﺨﻄﺎب ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻷﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﻲ ذاك اﻟﺰﻣﻦ ﻓﻘﻂ ﻓﮭﻮ ﺣﺘﻰ ﻗﯿﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ وھﻲ ﺗﻤﺜﻞ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮاء اﻟﺘﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻢ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﮭﺎ، ﻟﻮ اﻟﺘﺰﻣﻨﺎ ﺑﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- وﺑﻜﻠﻤﺎﺗﻚ اﻟﻨﻮراﻧﯿﺔ ﻟﻮﺟﺪﻧﺎ اﻟﻄﺮق اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ اﻟﻌﺎدﻟﺔ ﻟﺤﻞ ﺧﻼﻓﺎﺗﻨﺎ ﺑﻐﯿﺮ اﻟﺴﯿﻒ وﺑﻐﯿﺮ اﻟﺤﺮوب، وﻟﻮ أطﻌﻨﺎك ﻟﻜﻨﺎ أﻓﻀﻞ اﻷﻣﻢ ﻣﻨﺬ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻷﻧﮭﺎ وﺟﺪت ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻠﮭﺎ ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻘﺘﻞ وﺳﻔﻚ اﻟﺪم،وﺗﻌﻠﻤﺖ ﻣﻨﺎ ﺑﻘﯿﺔ اﻷﻣﻢ أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺘﻌﻠﻤﻪ اﻷﻣﻢ ﻣﻦ أﻣﺔ وﺳﻂ، ﻟﻮ أطﻌﻨﺎك ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- أﻛﺜﺮ اﻷﻣﻢ اﺳﺘﻘﺮاراً ﻓﻜﺎﻧﺖ دﻋﻮﺗﻪ ﻹدارة اﻟﺨﻼف ﺑﻐﻲ اﻟﺤﺮب وﻟﻮ ﻓﻌﻠﻨﺎ ﻟﻜﻨﺎ ﺳﺎدة اﻷرض ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم.
ﺗﺨﯿﻠﻮا أﻳﮭﺎ اﻷﺣﺒﺔ .. ﻟﻮ اﻟﺘﺰﻣﻨﺎ ﺑﮭﺬه اﻟﻮﺻﯿﺔ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ھﻨﺎك ﺳﮭﻢ ﻗﺘﻞ ﺳﻌﺪ اﺑﻦ أﺑﻲ ﻋﺒﺎدة وﻟﻢ ﻳﻜﻦ ھﻨﺎك واﻗﻌﺔ اﻟﺠﻤﻞ وﻻ ﺻﻔﯿﻦ وﻻ ﻛﺮﺑﻼء وﻻ ﻣﻨﺠﻨﯿﻖ ﻳﺪق أﺳﺘﺎر اﻟﻜﻌﺒﺔ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ وﻟﻢ ﻳﻜﻦ .. آﻻف اﻟﻤﻌﺎرك اﻟﺘﻲ ﺳﻔﻜﺖ ﻓﯿﮭﺎ دﻣﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺣﺮاﻣﺎً وﻣﻌﻈﻤﮭﺎ ﻟﯿﺲ ﻓﯿﮭﺎ طﺮف ﻣﺤﻖ ﺑﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺼﺎﻟﺢ دﻧﯿﻮﻳﺔ ﻓﺎﺳﺪة ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻹﺳﻼم.
ﺣﺘﻰ اﻧﺘﮭﯿﻨﺎ ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- إﻟﻰ داﻋﺶ وأﻣﺜﺎﻟﮭﺎ وھﺬا ھﻮ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ .. وﻟﻌﺪم اﻟﺘﺰاﻣﻨﺎ ﺑﮭﺬه اﻟﻮﺻﯿﺔ واﻟﻜﻠﻤﺎت اﻟﻨﻮراﻧﯿﺔ ﺧﻀﻨﺎ دﻣﺎء ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﺾ ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﻳﺼﺪق، وﻧﺤﻦ ﻧﺪاﻓﻊ ﺑﺼﺪق ﻋﻦ أن اﻟﺪﻳﻦ اﻹﺳﻼﻣﻲ دﻳﻦ ﻟﯿﺲ ﺑﺪﻣﻮي وﻟﻜﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻻ ﻳﺸﻔﻊ ﻟﻤﺜﻞ ھﺬه اﻟﺪﻋﻮات.
ھﻞ ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن أن ﻻ ﻧﺴﻔﻚ دﻣﺎء ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﺾ؟ دﻋﻮات رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﻐﯿﺮ اﻟﻤﻤﻜﻦ أو اﻟﻤﺴﺘﺤﯿﻞ، ﻧﻌﻢ ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻜﺎن أن ﻻ ﻧﺴﻔﻚ دﻣﺎ ﻣﻦ دﻣﺎﺋﻨﺎ أو ﻧﺘﻌﺮض ﻷﻋﺮاﺿﻨﺎ وھﺬا ﺟﻮھﺮ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ وﻣﻌﻨﺎھﺎ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ.
ﻋﺬراً إﻟﯿﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ .. ﻋﻦ ﺗﺨﻠﻔﻨﺎ وﺟﮭﻠﻨﺎ ﻋﻨﻚ وﻋﻦ وﺻﯿﺘﻚ وﻧﮭﺠﻚ .. ﻋﺬراً إﻟﯿﻚ ﻳﺎ رﺳﻮل ﷲ
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻣﺎ ﻳﺠﺮي ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق
ﻧﺤﻦ ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق اﻟﻤﻮﺣﺪ ﻟﺠﻤﯿﻊ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﻋﺮب وﻛﺮد، ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق وﻣﺎ ﻗﺴﻤﻪ ﺳﺎﻳﻜﺲ ﺑﯿﻜﻮ وﻻ ﻧﺮﻳﺪ ﻟﻠﻌﺮاق أن ﻳﻘﺴﻢ ﻣﺮة أﺧﺮى ﻳﻀﯿﻒ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺠﺮاح ﻟﻠﻌﺮاق، وﻟﻮ ﻛﺎن اﻷﻣﻦ اﻟﻤﺴﺘﻘﺮ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﺑﺘﻘﺴﯿﻢ اﻟﻌﺮاق ﻟﺜﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم ﻟﻜﺎن ﺟﺎز ﻓﯿﻪ اﻟﻨﻈﺮ وﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪو أن ﺗﻘﺴﯿﻢ اﻟﻌﺮاق ﺳﯿﻜﻮن ﻣﺪﻋﺎة ﺣﺮوب ﺑﯿﻦ اﻷﻛﺮاد واﻟﻌﺮب وﺑﯿﻦ اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺸﯿﻌﺔ. ﻧﺤﻦ ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق اﻟﺬي ﻳﺴﺎوي ﺑﯿﻦ اﻟﻜﺮدي واﻟﻌﺮﺑﻲ وﺑﯿﻦ اﻟﺴﻨﻲ واﻟﺸﯿﻌﻲ وﻻ ﻳﻤﯿﺰ ﺑﯿﻦ ﺻﺎﺑﺌﻲ وﻻ ﻣﺴﯿﺤﻲ ﻳﺤﺘﻀﻦ اﻟﻌﺮاق أﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﻜﻞ أﻟﻮاﻧﻪ وأﺑﻨﺎﺋﻪ وﻋﻘﺎﺋﺪھﻢ وأﻋﺮاﻗﮭﻢ ﺑﺪون أي ﺗﻤﯿﯿﺰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس دوﻟﺔ اﻟﻤﻮاطﻨﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ، ﻧﺤﻦ ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن ﻓﯿﻪ وﺳﯿﻠﺔ اﻻﺣﺘﻜﺎم ﻟﯿﺴﺖ اﻟﺴﯿﻒ أو اﻟﺴﻼح أو اﻟﻘﻮة وإﻧﻤﺎ إﻟﻰ ﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﺘﺮاع واﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ إرادة اﻟﻌﺮاﻗﯿﯿﻦ اﻟﺤﺮة دون ﺿﻐﻮط ﻏﺮﺑﯿﺔ أو ﺧﺎرﺟﯿﺔ أو دول إﻗﻠﯿﻤﯿﺔ. ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻀﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﺑﺪون ﺗﻤﯿﯿﺰ وﻋﻠﻰ أﺳﺲ اﻟﻤﻮاطﻨﺔ، وﻣﻊ اﻟﻌﺮاق ﺿﺪ اﻟﺘﻜﻔﯿﺮ واﻟﺤﺮوب اﻟﻌﺒﺜﯿﺔ واﻟﻘﺘﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﮭﻮﻳﺔ .. ﻣﻊ اﻟﻌﺮاق ﺣﻔﻆ ﷲ اﻟﻌﺮاق وأھﻠﮭﺎ وﻛﻞ ﻣﻘﺪﺳﺎﺗﻪ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﻌﺒﺚ واﻷﻳﺪي اﻟﻈﻼﻣﯿﺔ.
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ : اﻟﺸﮭﯿﺪ اﻟﻌﺒﺎر .. ﻣﻤﺎطﻠﺔ وﺣﻖٌ ﺑﯿّﻦ
ﻣﻨﺬ اﻟﯿﻮم اﻷول ﻛﺎن واﺿﺢ أن اﻟﺸﮭﯿﺪ ﻣﺼﺎب ﺑﺮﺻﺎص اﻟﺸﻮزن واﻧﺘﺸﺮت ﺻﻮر اﻷﺷﻌﺔ ﻟﻪ، وھﺬا ﻣﺎ طﺎﻟﺒﺖ ﺑﻪ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﺸﮭﯿﺪ اﻟﻌﺒﺎر وھﻮ ﺣﻘﮭﺎ.. ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﺸﮭﺮﻳﻦ ﻟﮭﺬا اﻟﻄﻠﺐ اﻟﺒﺴﯿﻂ واﻟﺤﻖ اﻟﺒﯿّﻦ، ﻗﻀﯿﺔ واﺿﺤﺔ وﺑﺴﯿﻄﺔ وﻣﻦ اﻟﻤﻔﺘﺮض أن ﺗﻨﺘﮭﻲ ﻓﻲ دﻗﺎﺋﻖ.
إﺻﺮار اﻷﺳﺮة ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺤﻖ وﺗﺤﻤﻞ ﻛﻠﻔﺔ ھﺬا اﻹﺻﺮار، ﻓﮭﺬه اﻷﺳﺮة ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻓﻘﺪ اﺑﻨﮭﺎ وﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺗﻌﻄﯿﻞ وﺗﻜﺒﯿﻞ دﻓﻦ ﺟﺴﺪ اﺑﻨﮭﻢ، وﻟﻜﻦ اﺻﺮار اﻷﺳﺮة ﻋﻠﻰ ﺣﻘﮭﺎ واﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ وھﻮ ﻗﺮارھﻢ ﻻ دﺧﻞ ﻓﻲ ﻗﺮارھﻢ أي ﺟﻤﻌﯿﺔ ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ أو ﻓﺼﯿﻞ ﺛﻮري وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ ﻗﺮارھﻢ ﻓﮭﻢ أﺻﺤﺎﺑﻪ، وﻋﻨﺪﻣﺎ اﺗﺨﺬوا ھﺬا اﻟﻘﺮار اﻟﺼﻌﺐ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ إﻻ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺪﻋﻢ واﻟﻤﺴﺎﻧﺪة واﺳﺘﻄﺎﻋﻮا أن ﻳﻨﺘﺰﻋﻮا ھﺬه اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ اﻟﺤﻘﺔ ﺑﮭﺬا اﻟﺼﺒﺮ وھﺬه اﻟﻤﻌﺎﻧﺎة وھﻮ درسٌ ﺑﺴﯿﻂ ﻟﻠﺼﺮاع اﻷﺷﻤﻞ.
ﻛﻤﺎ اﻧﺘﺰع اﻟﻌﺒﺎر ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﺮﺣﻠﯿﺎً وان اﺑﻨﻪ ﻗﺘﻞ ﺑﮭﺬا اﻟﺮﺻﺎص وﻗﺪ ﻣﺎﻧﻌﻪ اﻟﻨﻈﺎم دون وﺟﻪ ﺣﻖ، ﺳﻨﻨﺘﺰع ﻛﺸﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺒﺪاد واﻻﺳﺘﻔﺮاد ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ واﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ إﻟﻰ إرادة اﻟﺸﻌﺐ .. ﺳﻨﻨﺘﺰع ﺣﻘﻨﺎ ﻓﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﻌﺒّﺎر ﺻﺒﺮت ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﺸﮭﺮﻳﻦ وﻧﺤﻦ اﻵن ﻓﻲ ﺣﺮاﻛﻨﺎ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﻋﻮام وﺳﻨﺼﺒﺮ ﻟﻠﻌﺎم اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺎﺷﺮ ﺣﺘﻰ ﻧﺄﺧﺬ ﺣﻘﻨﺎ وﻧﻨﺘﺰع .. واﻟﻨﻈﺎم ﻣﻀﻄﺮ ﻷن ﻳﻌﻄﯿﻨﺎ ھﺬا اﻟﺤﻖ.
ﻟﻤﺎذا ﻻ ﻧﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ ﺷﮭﺮ اﻟﺮﺣﻤﺔ ﻧﺤﻮ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﺣﻘﯿﻘﯿﺔ وأوﻟﮭﺎ ﺑﻨﻮد ھﺬه اﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ وﻗﻒ اﻟﻈﻠﻢ واﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺎت اﻟﺠﺎﺋﺮة وﻧﻘﺎط اﻟﺘﻔﺘﯿﺶ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺳﺮ اﻟﻮطﻦ ووﻗﻒ اﻟﺘﺠﻨﯿﺲ واﻟﺘﻤﯿﯿﺰ، ﻟﻢ ﻻ ﻧﻘﻒ ﻣﻊ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻛﺸﻌﺐ وﻧﺆﺳﺲ ﻟﻮاﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻛﻤﺎ أﺳﺴﺖ اﻷﻣﻢ اﻟﺒﻘﯿﺔ اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ وﻟﻤﺎذا ﻻ ﻧﺘﺄﺳﻰ ﺑﻮﺻﯿﺔ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- ﻛﻤﺎ وردت ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺚ.
ﻧﺴﺄل ﷲ أن ﻳﻤﻦ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ وﺑﻘﯿﺔ اﻟﺸﻌﻮب اﻟﻤﺴﺘﻀﻌﻔﺔ اﻟﻨﺼﺮ
اﻟﻠﮭﻢ ﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وآل وﻣﺤﻤﺪ، اﻟﻠﮭﻢ اﻛﺸﻒ ھﺬه اﻟﻐﻤﺔ ﻋﻦ ھﺬه اﻷﻣﺔ، اﻟﻠﮭﻢ ﻋﺠﻞ ﻓﺮج وﻟﯿﻚ اﻟﺤﺠﺔ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻦ واﺟﻌﻠﻨﺎ ﻣﻦ أﻧﺼﺎره وأﻋﻮاﻧﻪ واﻟﻤﺠﺎھﺪﻳﻦ ﺑﯿﻦ ﻳﺪﻳﻪ واﻟﻤﺴﺘﺸﮭﺪﻳﻦ ﺗﺤﺖ ﻟﻮاﺋﻪ، اﻟﻠﮭﻢ ھﺐ ﻟﻨﺎ ﺧﯿﺮه ورأﻓﺘﻪ ودﻋﺎﺋﻪ، اﻟﻠﮭﻢ ﺑﺤﻘﻪ وﺣﻖ آﺑﺎﺋﻪ اﻟﻄﺎھﺮﻳﻦ ﻛﻞ طﺎﻟﺐ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ واﻟﻤﺆﻣﻨﺎت اﻟﻠﮭﻢ اﻗﺾ ﺣﺎﺟﺘﻪ، اﻟﻠﮭﻢ ﻓﻚ ﻗﯿﺪ أﺳﺮاﻧﺎ وﻣﻌﺘﻘﻠﯿﻨﺎ، اﻟﻠﮭﻢ ﺷﺎﻓﻲ ﻣﺮﺿﺎﻧﺎ وﺟﺮﺣﺎﻧﺎ وأرﺟﻊ ﻏﺮﺑﺎﺋﻨﺎ
ﻏﻔﺮ ﷲ ﻟﻲ وﻟﻜﻢ، واﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ ﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.