حدیث الجمعة – مسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول – 17 ینایر 2014 – 16 ربیع الأول 1435ھـ
ﺑﺴﻢ ﷲ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺮﺣﯿﻢ
واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﺪ وآل ﻣﺤﻤﺪ
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻷول : ماذا يريد الشعب؟
ﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪ اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ؟ وھﻞ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪه اﻟﺸﻌﺐ ﺣﻖٌ أم ﺑﺎطﻞ ، ﺻﺤﯿﺢٌ أم ﺧﻄﺄ ، ﺿﺮورة أم ﺗﺮف ﺣﻀﺎرة وﺗﻘﺪم أم رﺟﻌﯿﺔ وﺗﺨﻠﻒ ، واﻗﻌﻲ أم ﻣﺜﺎﻟﻲ ، ﻣﺸﺮوع أو ﻏﯿﺮ ﻣﺸﺮوع ؟ ﺳﻨﺘﻄﺮق ﻣﺨﺘﺼﺮا ﻣﺎذا ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺸﻌﺐ وﻧﻀﻊ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﻳﺔ اﻟﻤﻮﺿﻮع.
ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ وأﻗﺼﺪ اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ واﻟﺸﯿﻌﺔ ﺣﺴﺐ ﻓﮭﻤﻲ واﺟﺘﮭﺎدي واﺣﺘﺮم واﻗﺪر ﻣﻦ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻌﻲ ﻓﻲ ﺗﺸﺨﯿﺺ ھﺬه اﻹرادة ﻟﮭﺬا اﻟﺸﻌﺐ ، أﻣﺎ اﻟﻔﺎﺻﻞ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻓﮭﻲ اﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﺻﻨﺎدﻳﻖ اﻻﻗﺘﺮاع اﻟﺤﺮة ﻟﺘﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮي أو وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮك وﻋﻠﻰ دﻗﺔ ﺗﺸﺨﯿﺼﻲ أو ﺧﻄﺎﺋﮭﺎ .. ﻳﺘﻄﻠﻊ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ إﻟﻰ اﻟﻤﺴﺎواة واﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ وﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﺤﻘﻪ اﻷﺻﯿﻞ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﻣﺼﺪراً ﻟﻠﺴﻠﻄﺎت ﺟﻤﯿﻌﺎ ، وﺗﺘﺮﺟﻢ ھﺬه اﻟﻤﺜﻞ واﻟﻘﯿﻢ ﻓﻲ ﺷﻜﻞ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺳﯿﺎﺳﯿﻪ أھﻤﮭﺎ:
ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻟﻤﻮاطﻨﺔ اﻟﻤﺘﺴﺎوﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﻮاﺟﺒﺎت وﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﮭﺎ اﻟﺤﻖ اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ أن ﻳﻨﺘﺨﺐ ﻣﺠﻠﺴﺎ ﺗﺸﺮﻳﻌﯿﺎ – ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﺎً- ﻳﺘﻮﻟﻰ اﻟﺘﺸﺮﻳﻊ واﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻳﻤﺜﻞ إرادة ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ، واﻟﻤﻌﯿﻨﻮن ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻤﺜﻠﻮا إرادة ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ أو أي ﺷﻌﺐ، اﻟﻤﻌﯿﻨﻮن ﻳﻤﺜﻠﻮن إرادة ﻣﻦ ﻳﻌﯿﻨﮭﻢ ﻓﻘﻂ ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ أو ﺧﺎرﺟﮭﺎ.
ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ أن ﻳﻨﺘﺨﺐ وﻳﺨﺘﺎر ﺳﻠﻄﺘﻪ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﻳﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻛﺄن ﻳﻨﺘﺨﺐ رﺋﯿﺲ اﻟﻮزراء ﻛﻤﺎ ھﻮ ﻓﻲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺮﺋﺎﺳﯿﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﯿﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﯿﺔ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺳﺎﺑﻘﺎ وﺣﺎﻟﯿﺎ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺧﺬ ﺑﻨﻈﺎم اﻻﻧﺘﺨﺎب اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ ﻟﺮﺋﯿﺲ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﻳﺔ. ﺑﻌﺪھﺎ ﻳﺴﺘﻄﯿﻊ رﺋﯿﺲ ھﺬه اﻟﺴﻠﻄﺔ أن ﻳﻔﺘﺨﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﺘﺨﺐ ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ وﻳﻤﺜﻞ إرادة اﻟﺸﻌﺐ وﺧﯿﺎر ﺣﺮ دﻳﻤﻘﺮاطﻲ ﻟﺸﻌﺒﻪ. ﻓﺎﻟﺸﻌﺐ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﻨﺘﺨﺐ وﻳﺨﺘﺎر ﺳﻠﻄﺘﻪ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬﻳﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة أو ﻏﯿﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﺒﺮ ﺑﺮﻟﻤﺎﻧﻪ ﻛﻤﺎ ھﻲ ﻓﻲ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﯿﺔ ﻛﺎﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ وﻏﯿﺮھﺎ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﺘﻲ اﺧﺬت ﺑﻔﻜﺮة اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻲ.
ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻗﻀﺎءً ﻋﺎدﻻً ﻧﺰﻳﮭﺎً ﻣﺴﺘﻘﻼً ﻳﺴﺘﻄﯿﻊ ﻓﯿﻪ أن ﻳﺤﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﺑﻦ اﻟﺤﺎﻛﻢ، وﻳﻨﺼﻒ ﻣﻨﻪ اذا ﻗﺎم ﺑﻔﺴﺎد أو ظﻠﻢ ﻳﻨﺘﺼﻒ ﻣﻨﻪ ﻟﻠﻤﻈﻠﻮم اﺑﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻔﻘﯿﺮ اﻟﻤﺪﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﺟﯿﺶ وأﺟﮭﺰة أﻣﻨﯿﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣﻦ إرادﺗﮭﻢ، ﺗﮭﺪف إﻟﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻮطﻦ وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻛﻞ أﺑﻨﺎﺋﻪ، وﻟﯿﺲ ﻓﻲ ﻋﻘﯿﺪﺗﮭﺎ ﻋﺪاء ﻷﺣﺪ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻮطﻦ ، ﻣﻦ ﻳﺘﻌﺪى ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﺗﻜﻮن ھﺬه اﻷﺟﮭﺰة ﺑﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺘﻌﺪي وﻳﻘﻮم اﻟﻘﻀﺎء اﻟﻌﺎدل ﺑﻜﻠﻤﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻋﻠﯿﻪ. ﻓﻨﺮﻳﺪ أﺟﮭﺰة أﻣﻨﯿﺔ وﺟﯿﺶ وطﻨﯿﻨﺎً ھﺬه ﻋﻘﯿﺪﺗﻪ وھﺬا ھﺪﻓﻪ.
ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ أن ﻳﻮﻗﻒ ﺳﺮطﺎن اﻟﺘﺠﻨﯿﺲ اﻟﺬي ﻳﺪﻣﺮ اﻟﺒﻨﯿﺔ اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ وﻓﺮﺻﻨﺎ اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻣﻦ رﺧﺎء وﻳﺪﻣﺮ ﻣﻦ ﻓﺮﺻﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻣﺎﺗﻨﺎ اﻟﺘﻲ ﻧﺴﺘﺤﻘﮭﺎ ﻛﺸﻌﺐ ﻣﻦ اﺳﻜﺎن وﺗﻌﻠﯿﻢ وﺻﺤﺔ وﻓﺮص ﻋﻤﻞ ، ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ أن ﻳﻘﻒ ھﺬا اﻟﻤﺸﺮوع اﻟﺘﺪﻣﯿﺮي اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻲ ﻟﻠﺒﺤﺮﻳﻦ اﻟﺘﻲ ﻧﻌﺮﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى اﻟﺘﺎرﻳﺦ.
ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻣﺴﺎواة ﺑﯿﻦ أﺑﻨﺎﺋﻪ ﻓﻲ اﻟﻮظﺎﺋﻒ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺼﻐﯿﺮة ﻣﻨﮭﺎ واﻟﻜﺒﯿﺮة، دون اﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ اﺳﻢ اﻟﻘﺒﯿﻠﺔ أو اﻟﻄﺎﺋﻔﺔ أو اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ أو اي ﻧﻮع ﻣﻦ ﺗﻘﺴﯿﻤﺎت اﻟﺠﺎھﻠﯿﺔ ، ﻳﺮﻳﺪ أﺑﻨﺎء ھﺬا اﻟﻮطﻦ أن ﻳﺸﻌﺮوا ﺑﺄﻧﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﻗﺪم اﻟﻤﺴﺎواة وﺗﺘﺴﺮب إﻟﻰ ﻧﻔﻮﺳﮭﻢ ﺷﻌﻮرھﻢ ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ، ﻷن اﻟﻮطﻦ اﻟﺬي ﻳﺘﻨﻘﺺ ﻣﻦ ﻗﯿﻤﺔ اﻹﻧﺴﺎن وإﻧﺴﺎﻧﯿﺘﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺸﻌﺮ ﻓﯿﻪ اﻟﻤﻮاطﻦ ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ، وﻋﺪم اﻟﺸﻌﻮر ﺑﺎﻟﻜﺮاﻣﺔ ﻣﻮﻟﺪ ﻟﻌﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار. ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﻠﺐ اﻟﻨﺎس ﻛﺮاﻣﺘﮭﻢ وﺗﺘﻮﻗﻊ ﻣﻨﮭﻢ اﻻﺳﺘﻘﺮار ، ﻓﻘﺪ ﻳﺨﺎﻓﻮن أو ﻳﺨﺸﻮن وﻟﻜﻨﮭﻢ ﻻ ﻳﻘﺒﻠﻮن وﻻ ﻳﺴﺘﻜﯿﻨﻮن ﺑﺸﻜﻞ داﺋﻢ.
ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ أن ﻳﺮى ﻋﺪاﻟﺔ اﻧﺘﻘﺎﻟﯿﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻷﻣﯿﻦ واﻟﺼﺎدق واﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﺘﻮﺻﯿﺎت اﻟﺴﯿﺪ ﺑﺴﯿﻮﻧﻲ وﺗﻮﺻﯿﺎت ﺟﻨﯿﻒ. ﻳﺮﻳﺪ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺔ وأن ﻣﻦ ﺣﻘﻪ أن ﻳﻌﺘﺼﻢ وﻳﺘﻈﺎھﺮ وﻳﻀﺮب ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻘﻮاﻧﯿﻦ واﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ واﻟﻌﮭﻮد اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﻤﻮﻗﻊ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ واﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﯿﮭﺎ اﻹﻟﺘﺰام ﺑﮭﺎ.
ھﺬا ﻣﺎ اﺣﺴﺐ أن اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ اﻟﻌﻈﻤﻰ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ وﺷﯿﻌﺔ ﻣﺎ ﺗﺮﻳﺪه .. ﻓﺄﻋﻮد ﻓﮭﻞ ﻓﯿﻤﺎ ﺗﺮﻳﺪ ھﺬه اﻟﻐﺎﻟﺒﯿﺔ ﺣﻖ أم ﺑﺎطﻞ؟ وﷲ أن ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪه ﺷﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺣﻖ وﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺎطﻞ. ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺷﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺻﺤﯿﺤﺔ وﻣﺤﻘﺔ واﻟﺨﺎطﺊ ﻣﻦ ﻳﺮﻓﻀﮭﺎ وﻣﻦ ﻳﻤﻨﻌﮭﺎ وﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﺣﺠﺮ ﻋﺜﺮة دون ﺗﺤﻘﻘﮭﺎ. وﷲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺠﺪ أﻛﺜﺮ ﺷﮭﺎدة ﻋﻠﻰ ﺿﺮورﺗﮭﺎ ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻨﻜﺒﺔ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﮭﺎ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ﻋﻘﻮد ﻣﻦ ﻓﻘﺪ اﻷﻣﻦ واﻟﻔﻘﺮ وﺗﺨﻠﻒ اﻟﺨﺪﻣﺎت. . اﻧﮭﺎ اﻟﻀﺮورة. ھﺬه ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺣﻀﺎرﻳﺔ واﻧﺴﺎﻧﯿﺔ وﻣﺘﻘﺪﻣﺔ وﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺷﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻗﺎل ﻋﻨﮭﺎ ﻣﺸﺮوﻋﺔ وﻣﺤﻘﺔ وﺿﺮورﻳﺔ وﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺑﻠﺪ ﺣﻘﯿﻘﻲ. ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺷﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ واﻗﻌﯿﺔ وﻣﺎ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ وﻗﯿﻢ ھﻲ ﻣﻄﻠﻮﺑﺔ وﻣﻤﻜﻨﺔ. ھﺬه ﻣﻄﺎﻟﺐ ﻣﺸﺮوﻋﺔ وﻻ ﻳﻘﻮل ﻏﯿﺮ ذﻟﻚ إﻻ ﻛﺎذب.
ھﻞ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﻌﺐ وﺧﺪاﻋﻪ ؟ أﻗﻮل ﺑﻌﺪ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﺴﻨﯿﻦ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻤﻜﻨﺎً ، ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻰ ﻣﻄﺎﻟﺒﮭﻢ وﺧﺪاﻋﮭﻢ ، أطﻔﺎل ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻳﺪرﻛﻮن وﻳﻔﮭﻤﻮن ﻣﻄﺎﻟﺒﮭﻢ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺷﺒﺎﺑﮭﻢ وﻛﺒﺎرھﻢ.
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻧﻲ : ﻟﻘﺎء وﻟﻲ اﻟﻌﮭﺪ
انطﻼﻗﺎ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎن ﺑﻤﺒﺪأ اﻟﺤﻮار وأن اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﺤﻮار ﺟﺎد وﺻﺎدق ، وھﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﻳﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﺴﯿﺎق اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ، وﻣﻦ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺄن اﻟﺤﻮار طﺮﻳﻖ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻓﮭﺬا اﻟﻘﺎء ﻳﺄﺗﻲ ﺿﻤﻦ اﻟﺴﯿﺎق اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ. أﻣﺎ اذا ﻛﺎن ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﻗﻤﻊ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ وﻳﺨﺮﺳﻪ وﻳﺨﺮس ﻣﻄﺎﻟﺒﻪ اﻟﻌﺎدﻟﺔ واذا ﻛﺎن ﻣﻦ ھﻮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ﻳﺮى أن اﺳﻘﺎطﻪ ھﻮ اﻟﺤﻞ ﻓﻜﻼ اﻟﻄﺮﻓﯿﻦ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﮭﻢ ﺑﺎﻟﺤﻮار. ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ھﺬﻳﻦ اﻟﺨﯿﺎرﻳﻦ ﻣﺘﻮﻓﺮﻳﻦ ﻓﺎﻟﻤﻨﻄﻖ واﻟﻮﺿﻊ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ ﺗﻜﻮن ﻣﺜﻞ ھﺬه اﻟﻠﻘﺎءات طﺒﯿﻌﯿﺔ.
هل ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﻳﻌﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺠﺪﻳﺔ ؟ أم ھﻮ ﻛﺴﺎﺑﻘﻪ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻻﺳﺘﮭﻼك اﻟﺨﺎرﺟﻲ وﺗﻘﻄﯿﻊ اﻟﻮﻗﺖ وﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻰ إرادة اﻟﺸﻌﺐ؟ أﻗﻮل ھﺬا ﻣﺎ ﺳﺘﻜﺸﻔﻪ اﻷﻳﺎم واﻷﺳﺎﺑﯿﻊ اﻟﻘﻠﯿﻠﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻼ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻷن اﺳﺘﺒﻖ اﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻰ ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء، وﻻ أﺟﺪ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﻠﺤﺔ ﻟﻜﻢ أن ﺗﺴﺘﺒﻘﻮا ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﺳﻠﺒﺎً أو إﻳﺠﺎﺑﺎً.
اﻷﻣﺮ اﻵﺧﺮ .. ھﻨﺎك ﻣﻦ ﺳﯿﻘﻒ ﺿﺪ ﻓﻜﺮة أن ﻳﻨﺘﺞ ﺣﻼ ﺗﻮاﻓﻘﯿﺎ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﺎﻟﺒﺤﺮﻳﻦ إﻟﻰ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ واﻟﻤﺴﺎواة واﻟﺤﺮﻳﺔ، وﻳﻘﻒ أﻣﺎم اﻟﺤﻞ ﻷﻧﻪ ﻳﻌﯿﺶ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻤﺸﺎﻛﻞ واﻧﺤﺮاف وﺳﻮء اﻷوﺿﺎع ﻓﯿﺠﺪ ﻣﺼﻠﺤﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﻤﺸﺎﻛﻞ واﻻﻧﺤﺮاف واﻟﺪﻣﺎر واﻻﺣﺘﺮاب. وﻣﻦ اﻟﻤﺤﺘﻤﻞ أن ﻳﻘﻮم ﺑﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻳﻘﺎف أي اﺣﺘﻤﺎل ﻟﺘﺤﻮل وﻣﺼﺎﻟﺤﺔ وطﻨﯿﺔ واﺣﺘﺮام ارادة اﻟﺸﻌﺐ واﻟﺘﺤﻮل ﻧﺤﻮ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ.
ھﻞ ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء ﻳﻤﻨﻊ اﻟﻤﻮاطﻨﯿﻦ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺤﻘﻮﻗﮭﻢ ﺑﺎﻟﻄﺮق اﻟﺴﻠﻤﯿﺔ اﻟﻤﺸﺮوﻋﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻤﻮاﺛﯿﻖ واﻟﻤﻌﺎﻳﯿﺮ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ؟ ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء أو ﻏﯿﺮه ﻣﻦ واﺟﺒﻪ أن ﻳﻜﺮس ھﺬه اﻟﺤﻘﻮق ﻻ ﻳﻤﻨﻌﮭﺎ ، ﻣﻦ واﺟﺐ أي ﻟﻘﺎء أن ﻳﻜﺮس اﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﺣﻖ اﻋﺘﺼﺎم واﻟﺘﻈﺎھﺮ اﻟﺴﻠﻤﻲ ، وﻣﻦ واﺟﺐ ھﺬا اﻟﻠﻘﺎء أو ﻏﯿﺮه أن ﻳﻜﺮس ﺣﻖ اﻻﺿﺮاب اﻟﻤﺸﺮوع وﻛﻞ اﻟﻤﻤﺎرﺳﺎت اﻟﺴﻠﻤﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اطﺎر اﻟﻤﻌﺎھﺪات واﻟﻤﻮاﺛﯿﻖ اﻟﺪوﻟﯿﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ. وﻟﯿﺲ ﻣﻦ ﻣﻨﺼﻒ أن ﻳﻄﺎﻟﺒﻜﻢ ﺑﺄن ﺗﺘﻮﻗﻔﻮا ﻋﻦ اﻋﺘﺼﺎﻣﺎﺗﻜﻢ وﻣﺴﯿﺮاﺗﻜﻢ وﺗﻈﺎھﺮاﺗﻜﻢ اﻟﺴﻠﻤﯿﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎن ﻟﯿﻞ أو ﻧﮭﺎر، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﺗﺘﻌﺴﻜﺮ ﻣﻨﺎطﻘﻨﺎ ﺑﺎﻷﺳﻼك اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ وﻧﻘﺎط اﻟﺘﻔﺘﯿﺶ وﺗﻤﺘﻠﺊ اﻟﻤﻌﺘﻘﻼت ﺑﺄﺑﻨﺎﺋﻨﺎ وﺑﻨﺎﺗﻨﺎ وﺗﺼﺪر اﻷﺣﻜﺎم ﻳﻮﻣﯿﺎ ظﻠﻤﺎ ﻋﻠﻰ أھﻠﻨﺎ وأﺣﺒﺘﻨﺎ وﻳﻤﺎرس اﻟﺘﻤﯿﯿﺰ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺑﺄﻗﺼﻰ أﻧﻮاﻋﻪ ﻟﻘﺪ ﻋﺎﻧﻰ ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﻣﻦ ﻧﻜﺒﺔ طﻮﻳﻠﺔ وﺣﻘﺐ ﻣﻈﻠﻤﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﺤﺎورﻳﻦ أن ﻳﻘﺪﻣﻮا ﺣﻼ ﺳﯿﺎﺳﯿﺎ ﻳﺨﺮج ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﻧﻜﺒﺘﻪ وﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﻌﻮدة ﻓﺘﺮة ﻣﻈﻠﻤﺔ أﺧﺮى ﻋﻠﻰ أي أﺣﺪ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ وﺷﯿﻌﺔ. اﻟﻤﺘﺤﺎورون واﻟﻤﺘﻔﺎوﺿﻮن ان اخلصوا لله وﻟﻀﻤﯿﺮھﻢ وﻟﺸﻌﺒﮭﻢ ﻓﻌﻠﯿﮭﻢ أن ﻳﻘﺪﻣﻮا ھﺬا اﻟﺤﻞ ، ﻓﻌﻠﯿﮭﻢ أن ﻳﺴﺘﺸﻌﺮوا آﻣﺎل ھﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ اﻟﻜﺮاﻣﺔ واﻟﺤﺮﻳﺔ واﻟﻌﺰة واﻟﺘﻘﺪم واﻟﺮﺧﺎء واﻻﺳﺘﻘﺮار ، ﻋﻠﯿﮭﻢ أن ﻳﺴﺘﺤﻀﺮوا ﻋﺸﺮات اﻟﺴﻨﯿﻦ وﻣﺌﺎت وآﻻف اﻵﻻم واﻟﺠﺮوح ﻣﻦ أﺟﻞ أن ﻳﻨﻄﻠﻘﻮا ﻋﺒﺮھﺎ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺧﺎل ﻣﻦ ﻛﻞ ھﺬه اﻟﻤﺂﺳﻲ اﻟﺘﻲ ﻋﺸﻨﺎھﺎ.
ﺛﻢ اﻟﻘﺮار اﻷﺧﯿﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮﺻﻞ إﻟﯿﻪ اﻟﻤﺘﻔﺎوﺿﻮن ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ ھﻮ ﻟﮭﺬا اﻟﺸﻌﺐ ﺑﻜﻞ ﻣﻜﻮﻧﺎﺗﻪ ، ﺷﻌﺐ اﻟﺒﺤﺮﻳﻦ اﻟﻜﺮﻳﻢ ھﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﻖ اﻷﺻﯿﻞ ﻓﻲ اﻟﻘﺒﻮل أو اﻟﻌﺪم ﻷﻧﻪ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﻖ. اﻟﺸﻌﺐ واﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ إن وﺟﺪت ﺧﻄﻮة اﻳﺠﺎﺑﯿﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم ﺳﺘﺒﺎدﻟﻪ ﺑﺨﻄﻮة وﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﺳﺘﻐﻔﺎﻟﮭﺎ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻀﺤﻚ ﻋﻠﯿﮭﺎ ، ان وﺟﺪت اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ واﻟﺸﻌﺐ ﺧﻄﻮة اﻳﺠﺎﺑﯿﺔ وﺗﻘﺪم ﻧﺤﻮ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻮاﻗﻌﯿﺔ واﻟﻤﻨﺼﻔﺔ ﺳﯿﺘﻘﺪم اﻟﺸﻌﺐ ﺧﻄﻮات وھﻜﺬا ﺗﺒﻨﻰ اﻷوطﺎن .. وﻣﺨﺎدﻋﺘﻪ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﻦ اﻟﻤﺎﺿﻲ.
اﻟﻤﻮﺿﻮع اﻟﺜﺎﻟﺚ : ذﻛﺮى وﻻدة رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ-
اﺿﺎﻋﺖ اﻷﻣﺔ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وان ﺗﻠﺖ وان ﺣﻔﻈﺖ ﻧﺼﻮﺻﻪ ﺑﻞ ﻗﺪ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻧﺼﻮﺻﻪ ﻓﻲ اﻟﺒﺎطﻞ وﺗﻔﺴﺮه ﺑﺎﻷھﻮاء ﻓﺘﻘﺘﻞ ﺑﻌﻀﮭﺎ ﺑﻌﺾ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ وﺑﺎﺳﻢ ﺳﻨﺔ رﺳﻮل ﷲ .. واﻟﻘﺮآن واﻟﺴﻨﺔ ﺑﺮﻳﺌﺔ ﻣﻦ دﻣﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻛﻔﻰ ﻟﻮ اﻟﺘﺰﻣﻨﺎ ﺑﺒﻌﺾ ﻛﻠﻤﺎت وﻗﻒ ﻓﯿﮭﺎ رﺳﻮل ﷲ –ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ – ﻓﻲ ﺣﺠﺔ اﻟﻮداع وھﻮ ﻳﺴﺘﺸﻌﺮ اﻟﺮﺣﯿﻞ ﻓﺠﻤﻌﮭﻢ وھﻢ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﻤﺌﺔ أﻟﻒ وﻳﺰﻳﺪون ﻓﯿﺴﺄﻟﮭﻢ ﻣﺎ ﻳﻮﻣﻜﻢ ھﺬا؟ ﻣﺎ ﺷﮭﺮﻛﻢ ھﺬا؟ ﻣﺎ ﺑﻠﺪﻛﻢ ھﺬا؟ ﻓﯿﻘﻮل ﻣﺎ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ .. أن دﻣﺎﺋﻜﻢ وأﻋﺮاﺿﻜﻢ ﺣﺮام ﻋﻠﯿﻜﻢ ﻛﺤﺮﻣﺔ ﻳﻮﻣﻜﻢ ھﺬا ﻓﻲ أرﺿﻜﻢ ھﺬا ﻓﻲ ﺷﮭﺮﻛﻢ ھﺬا.
ﻟﻮ اﻛﺘﻔﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﺑﮭﺬه اﻟﻮﺻﯿﺔ ﻟﻤﺎ ﺳﺎل اﻟﺪم ﻣﻦ دﻣﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻠﺘﺰم ﺑﮭﺎ ﻓﻠﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺳﻔﻚ دﻣﺎء اﻟﻤﺴﻠﻤﯿﻦ ﻣﻨﺬ ﻏﯿﺎب رﺳﻮل ﷲ ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻣﻨﺎ ھﺬا. دﻳﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪﷲ – ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ – ھﻮ اﻟﺨﯿﺮ ﻛﻞ اﻟﺨﯿﺮ، وﺳﻨﺔ ﻣﺤﻤﺪ ھﻲ اﻟﺤﻖ وﻛﻞ اﻟﺨﯿﺮ وﻻ ﺧﯿﺮ ﻓﻲ ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﮭﺎ وﻟﻮ ﺑﻤﻘﺪار ذرة ، واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺳﯿﺮة ﻣﺤﻤﺪ واﻻﻋﺘﺼﺎم ﺑﻪ ﻳﺤﻘﻖ اﻟﺮﻓﻌﺔ وﻟﯿﺲ ﻟﻠﻤﺴﻤﻠﯿﻦ وﺣﺪھﻢ واﻧﻤﺎ ﻟﻠﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﺎﻓﺔ.
وﻟﻜﻨﻨﺎ اﺿﻌﻨﺎ اﻟﻄﺮﻳﻖ وﻟﻢ ﻧﻌﺪ أﻣﺔ وﺳﻄﺎ وأﻣﺔ ﻳﮭﺘﺪي ﺑﮭﺎ اﻵﺧﺮون ، واﻟﻌﻮدة إﻟﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻘﯿﻢ ﻋﻮدة ﺻﺎدﻗﺔ .. ﻓﻲ ذﻛﺮى وﻻدة رﺳﻮل ﷲ – ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وآﻟﻪ وﺳﻠﻢ- داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﺤﻀﺮ ﻋﻨﻮان اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳﻼﻣﯿﺔ أﺳﺎل ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺒﺮﻛﺔ ھﺬا اﻟﻤﻮﻟﺪ أن ﻳﮭﺪﻳﻨﺎ ﻛﺄﻣﺔ ﻋﺮﺑﯿﺔ ﻣﺴﻠﻤﺔ وﺷﻌﺐ ﺑﺤﺮﻳﻨﻲ ﻟﻤﺎ ﻓﯿﻪ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﺼﻼح واﻟﮭﺪى واﻟﻤﺤﺒﺔ واﻟﺮﺷﺎد.
اﻟﻠﮭﻢ اﺟﻌﻞ ھﺬا اﻟﺒﻠﺪ آﻣﻦ وارزق أھﻠﻪ ﻣﻦ اﻟﺜﻤﺮات وأﻟﻒ ﺑﯿﻦ ﻗﻠﻮﺑﮭﻢ واﺟﻤﻌﮭﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﯿﺮ واﻟﮭﺪى،ﻏﻔﺮ ﷲ ﻟﻲ وﻟﻜﻢ، واﻟﺴﻼم ﻋﻠﯿﻜﻢ ورﺣﻤﺔ ﷲ وﺑﺮﻛﺎﺗﻪ.