في مؤتمر “البحرين إلى أين؟” لجمعية الوفاق في ذكرى اعتقال الشيخ علي سلمان”: المشاركون يؤكدون سلمية نضاله ويدعون السلطات للإفراج عنه
نظّمت جمعية الوفاق الوطني الإسلامية مؤتمرًا افتراضيًا يوم أمس الأربعاء بعنوان “البحرين إلى أين؟” في الذكرى السادسة لاعتقال أمينها العام وزعيم المعارضة البحرينية الشيخ علي سلمان.
وشارك في المؤتمر، الذي نقله عدد من وسائل الإعلام، كل من رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور عادل عبد المهدي، والمرشح السابق لرئاسة الجمهورية المصرية الدكتور حمدين صباحي، ورئيس أساقفة سبسطية الروم الأرثوذكس في القدس المطران عطا الله حنا والأمين العام لاتحاد علماء المسلمين الشيخ ماهر حمود ووزير الأوقاف الفلسطيني في غزة، الدكتور اسماعيل رضوان بالإضافة إلى عدد من القيادات والشخصيات السياسية والحقوقية العربية والأجنبية.
رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور عادل عبد المهدي أكّد في كلمته أن “الشيخ علي سلمان مسالم ومحاور، وهو ثقلٌ أساسي في البحرين من أجل السلم المجتمعي ومن أجل الوصول إلى حلول تضمن العدالة والإنصاف للجميع”.
ولفت الوزير الكويتي السابق وعضو حركة الميثاق الوطني د. عبدالهادي الصالح إلى أن “الشيخ علي سلمان من العناصر الوطنية الحريصة على مصلحة البحرين” مؤكدًا أنه “لمسنا منه التقوى ومخافة الله في وطنه ومواطنيه” مؤكدًا أن الأمير الراحل شرفنا بالتواصل مع المعارضة البحرينية إبان أزمة 2011، والتقينا بولي العهد واستمعنا للموقف الرسمي” وقال إنّه “التقينا في 2011 مع آية الله قاسم والسيد الغريفي والشيخ علي وقد أجمعوا على حرصهم على وحدة شعب البحرين وأهمية الحوار”.
من جانبه، أكّد النائب والسياسي الكويتي سيد عدنان عبد الصمد أن “الكل يعرف من هو الشيخ علي سلمان، تاريخه السياسي ومواقفه الوطنية ودوره البارز في المحافظة على أمن البحرين”، وأعرب عن أمله في “أن تنفرج الأمور ويعود سماحة الشيخ علي سلمان لممارسة دوره في ترسيخ الأمن والأمان لشعب البحرين”.
وتحدث في المؤتمر رئيس أساقفة الروم الأرثودوكس في القدس المطران عطا الله حنا، واصفًا الشيخ علي سلمان بالمناضل الذي “طالب دائمًا بالحرية للشعب الفلسطيني”، ولفت المطران عطا الله حنا إلى أنه “لا يمكننا أن ننسى الشيخ علي سلمان، لايمكن أن ننسى صوته ومواقفه ومناداته الدائمة لكي تتحقق العدالة في فلسطين”، وأكّد أنه “نحن من قلب فلسطين ننادي بالحرية لهذا الشيخ المعتقل”.
كما تحدّث الأمين العام لاتحاد علماء المقاومة الشيخ ماهر حمود في المؤتمر، فدعا “إلى إطلاق سراح المعارض السلمي الشيخ علي سلمان وكل المعتقلين السياسيين في البحرين”.
وأكد وزير الأوقاف الفلسطيني في غزّة د. اسماعيل رضوان أنّه “لم تغب فلسطين والقدس عن الشيخ علي سلمان الذي كان يدعو دائمًا لدعم فلسطين والمقاومة فيها، وأن تكون البوصلة باتجاه القدس”.
وقال الكاتب والمفكر السياسي رفعت سيد أحمد إن “الشيخ علي سلمان قائد مقاوم شريف، بذل عمره في الدفاع عن قضايا الأمة وقضايا أهلنا في البحرين بعزة وشرف واستقلال” لافتًا إلى أنه “يريد الخير لبلاده، ومن يريد الخير لبلاده لا يمكن أبدًا أن يُعتقل، بل لابد أن ترفع قيمته ومقامه في هذا البلد”، وأكّد أنّ الشيخ سلمان بذل عمره للدفاع عن قضايا الأهل بعزة وشرف و”ليس مثل هؤلاء الذين يزجون في المعتقلات”.
وطالب سيد أحمد “باسم كل الشرفاء في الوطن العربي” و”من مصر بلد الأزهر الشريف والمقاومة الحقة بالإفراج عن الشيخ علي سلمان والاعتذار له عن كل هذه السنوات التي قضاها بعيدًا عن محرابه الحقيقي، محراب المقاومة والعطاء”.
وتحدث النائب السابق في البرلمان التونسي وعضو حزب الشعب التونسي مبارك البراهيمي فأشار إلى أن “شعب البحرين أذهل الشعوب العربية، بل وحتى السلطة في البحرين، في صبره وفي مقاومته” وأشار إلى أن “الحكم المؤبد ضد الشيخ علي سلمان سببه عجز هذه السلطة عن التسامح مع من يخالفها الرأي”.
وأعرب عن مساندته للحراك في البحرين بالقول إنه “في الذكرى السادسة لاعتقال الأمين العام لجمعية الوفاق نتقدم لكافة المناضلين في البحرين بأسمى عبارات الوفاء والمساندة”.
من جهته، وجّه وزير الأوقاف الفلسطيني في غزة الدكتور اسماعيل رضوان “التحية إلى سماحة الشيخ علي سلمان وإلى شعب البحرين الشقيق الذي رفض التطبيع مع النظام الصهيوني وما قام به النظام البحريني لا يمثل نبض الشارع الرافض للتطبيع”.
وكان في المؤتمر مداخلات لكل من النائب التونسي ونائب رئيس لجنة العدالة والمصالحة زهير مخلوف الذي رأى أن “السيد علي سلمان رسول السلام إلى البحرين” وأكّد أنّه “سيخرج علي سلمان طال الزمان أو قصر مثل نيلسون مانديلا”، ولفت إلى أنّه “كان يمكن استثمار قيادة الشيخ علي سلمان من أجل دفع البحرين نحو التنمية والرخاء والديمقراطية”. وقال إن “السلطات تسجن الشيخ علي سلمان بتهمة التخابر مع قطر في حين تذهب هي وتتخابر مع العدو الصهيوني وتبيح بلادها وأرضها له”.
وانتقدت المحامية والسياسية اللبنانية بشرى الخليل ذلك أيضًا فقالت إنه “نستغرب تفاهم السلطة في البحرين مع الصهاينة وعجزها عن التفاهم مع شعبها وفتح حوار معه”.
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور أحمد، فأكّد أنه “نستنكر استمرار اعتقاله لأكثر من ست سنوات ونؤكد تضامننا المتواصل معه حتى يتم الإفراج عنه من سجن النظام البحريني الظالم الذي باع فلسطين بثمن بخس”، وقال إنه “من أرض فلسطين المغتصبة وقطاع غزة المحاصر نبعث بتحياتنا إلى الشيخ علي سلمان شيخ الثورة البحرينية الذي كان يؤكد دائما على مركزية القضية الفلسطينية”.
وجدّد الحقوقي البريطاني ستيفين بيل في الذكرى السادسة لاعتقال الشيخ علي سلمان الدعم “لنضاله في وقف الظلم الذي يتعرض له شعب البحرين المصمم على الحرية والذي لا يمكن ثنيه بالإعتقال والحجز والتعذيب والإعدام”.
كما أعربت مؤسسة موقع جيوبوليتكيل ألرتس راندي نورد عن “عن تضامننا مع الشيخ علي سلمان وكل السجناء السياسيين المعتقلين حاليًا في البحرين بتهم ملفقة وزائفة بجرم المطالبة بحقوقهم الإنسانية الأساسية”.
وفي مداخلته، وصف النائب السابق في البرلمان اللبناني ورئيس تحرير جريدة البناء ناصر قنديل الشيخ علي سلمان بأنه “يُمثل أيقونة النضال السلمي النادر وهو بحقّ الربيع الوحيد الذي عرفه الوطن العربي في ظل تعمية دولية”.
وفي حين قال رئيس الرابطة السورية للأمم المتحدة جورج جبور إنّه “لم ألتقِ بالشيخ علي سلمان شخصيًا” لكنّه أكّد معرفته به فقال “أعلم أنه يناضل من أجل حقه في التعبير، ومن أجل حقوق الإنسان”.
وكانت السلطات البحرينية اعتقلت الشيخ علي سلمان في 28 ديسمبر / كانون الأول 2014، وهو يقضي حاليًا حكمًا بالسجن المؤبد بتهمة التخابر مع قطر، وهي الاتهامات التي جاءت على خلفية تصاعد الخلاف السعودي، الإماراتي والبحريني مع قطر.