النص الكامل لبيان الشيخ علي سلمان من السجن: ماضٍ ما حييت في طريق النضال
أصدر أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية، الشيخ علي سلاماً بياناً من سجنه بعد الحُكم الصادر بحقه، ألقاه نائبه الشيخ حسين الديهي وتم بثّه في وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال أمين عام الوفاق المحكوم بالسجن 4 أعوم أنه ماضٍ في طريق النضال من أجل تحقيق الملكية الدستورية التي تمكن الشعب من انتخاب سلطته التشريعية والتنفيذية، داعياً للاستمرار في الحراك السلمي بثبات، وفيما يلي نص البيان.
بيانٌ للناس
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد التوكل على الله وحده لا شريك له، ومن منطلق المحبة وحب الخير لجميع القبائل والأسر والأديان، والطوائف والأعراق في بحريننا الحبيبة، فإني ماضٍ بقية حياتي في بذل كل ما في وسعي، بالنضال بالكلمة الطيبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الإصلاح بالحكمة والموعظة الحسنة، ولتحقيق العدالة والحرية والكرامة والشراكة لكافة أبناء هذا الشعب الكريم، بدون تمييز بينهم وبدون إقصاء لأحد منهم.
وإن مُلَخّص برنامجي السياسي هو السعي وصولا لتفعيل ملكية دستورية ديمقراطية حقيقية، على غرار الملكيات الدستورية التي تمكن شعب البحرين عبرها من انتخاب سلطتهم التشريعية والتنفيذية عبر صناديق الاقتراع الديمقراطية، في انتخاباتٍ دوريةٍ حرةٍ ونزيهة، في ظل تعددية سياسية حقيقية، بعيداً عن التعيين المعيب في السلطة التشريعية أو التنفيذية.
وإني في سبيل بلوغ هذا الهدف أستعين بالله وعليه أتوكل، متبنياً منهج اللاعنف الذي أسسه غاندي وسار عليه لوثر كنج ومانديلا في حركة سلميةٍ مدنيةٍ سعياً لتحقيق هذا الهدف، معتمدا على مرجعية القوانين الدولية الملزمة للبحرين، والواجبة الاحترام والتنفيذ لها من قبل السلطة بعد التوقيع والتصديق عليها، وفي مقدمتها العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والعهد الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وسائر القوانين والاتفاقيات ذات الصلة بحقوق الإنسان وحرية العقيدة وحرية الرأي والتجمع السلمي وتكوين الأحزاب، ومستفيداً من كل الأساليب السلمية واللاعنفية التي مارستها الشعوب في طريق نضالها ومقاومتها السلمية لتحقيق التغيير الديمقراطي الذي أنشده لوطني ولهذا الشعب الكريم، بما فيها المسيرات والتجمعات السلمية والعصيان المدني السلمي والإضرابات العُمّالية المشروعة وغيرها مما يُبيحها ويُشرّعها القانون والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وأدعو جميع الخَيّرين الراشدين من كل الأسر والأعراق والديانات والطوائف، إلى العمل معا من أجل بلوغ هذا الهدف الإنساني النبيل، كما أدعو المجتمع الدولي بكل مؤسساته إلى تقديم يد المساعدة للبحرين لبلوغ هذا الهدف الخَيّر، والذي يحقق القيم الإنسانية والأهداف التي تسعى لها الأمم المتحدة في المجال السياسي والاجتماعي والاقتصادي وتحقيق الاستقرار الدائم والتنمية المستديمة.
وقل اعملوا فسيرى الله علمكم ورسوله والمؤمنون
ولشعبي المناضل كلمة،
ولشعبي المناضل الذي لم يَهِن ولم يتراجع في طريق تحقيقه لمطالبه المشروعة أقول، إنني منك بعد الله تبارك وتعالى أستلهم الثبات والقدرة على مواجهة الصعاب في هذا الطريق أياً كان حجمها ولقد كنت أيها الشعب العظيم ولازلت معقد الأمل ومحل الثقة في تحقيق حلم الأجداد والآباء بوطنٍ كريم تكون الكلمة فيه إليك ولا سلطة تعلو فيه على سلطتك، وطن المساواة والعدالة وحرية الرأي.
أيها الشعب العظيم، إنني أدعوك للاستمرار في الحراك السلمي دون أن توقفك الأزمات أو تشغلك عن هدفك وغايتك في تحقيق مطالبك الحقة والعادلة، وإنني ماضٍ في ذلك ما حييت معك والله غالب على أمره وناصر لعباده.
أيها الشعب العزيز يجب أن لا تُوَفّر جهداً في مخاطبة العالم وكشف الحقيقة بكل الوسائل المتاحة إعلاميا عن قضيتك العادلة التي تتصدر قوائم الفخر والشرف في قائمة قضايا الشعوب، فان صوتك العادل النزيه الذي يراد خنقه، لابد أن يعلو على أصوات الظلم والفساد.
ولا يفوتني في الختام أن أشكر الله سبحانه وتعالى على لطفه وتَفَضّله، كما وأتوجه بالشكر لكل من ساندني ووقف إلى جانبي سيما أبناء شعبي الحبيب وعلى الخصوص عوائل الشهداء الأبرار وكل الشخصيات العلمائية والحقوقية والسياسية، والمنظمات الدولية.
وما النصر إلا من عند الله عليه توكلت وإليه أنيب
اللهم اجعل هذا البلد آمناً وارزق أهله من الثمرات والخيرات وألّف بين قلوبهم، واجمع على الخير والمحبة والهدى
من السجن
علي سلمان
مواطن بحريني
أمين عام جمعية الوفاق الوطني الإسلامية
16 يونيو/حزيران 2015